وتساءل فضيلته في خطبته: ألم يتفكر هؤلاء في سوء منقلب مَن أصاب دماً حرامًا، كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عمر-رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصِبْ دمًا حرامًا)، ثم ألم يطرُق سمعَ مَن فعل هذه الفعلةَ النكراء ما جاءَ من الوعيد الصارِخ على لسان نبيِّ الرحمة والهدى صلوات الله وسلامه عليه لكلِّ مَن قتل نَفسًا أو قتل رجلاً غدرًا؛ وذلك في الحديث الذي أخرجه الإمام في مسنده وابن ماجه في سننه -واللّفظ لهما- وابن حبان في صحيحه بإسنادٍ صحيح عن عمرو بن الحمِق، أنه سمعَ رسول الله, يقول: (من أمَّن رجلاً على دمِه فقتله فإنّه يحمل لواءَ غدرٍ يومَ القيامة)، ولفظ ابن حبان: (أيما رجل أمَّن رجلاً على دمه ثم قتَلَه فأنا من القاتل بريء وإن كان المقتولُ كافرًا)، وفي الصحيحين عن عبد الله بن مسعودٍ أنّه قال: قال رسولُ الله: (يُنصَب لكلِّ غادرٍ لواء يومَ القيامة، يقال: هذه غَدرَةُ فلان بن فلان). وفي هذا من الفضيحةِ لصاحبِ الغَدر والتَّشهير به على رؤوسِ الأشهادِ يومَ القيامة ما لاَ مَزيدَ عليه مع ما أُعِدّ له من شديدِ العقابِ.