مطالَبات لمؤسسة "النقد" بالكشف عن تحويلات المدربين الأجانب أسوة بالوافدين

"ريجيكامب" حصل على 21 مليون ريال خلال 8 أشهر بعد فسخ عقده
مطالَبات لمؤسسة "النقد" بالكشف عن تحويلات المدربين الأجانب أسوة بالوافدين
عيسى الحربي- سبق- الرياض: قبيل أن يغادر المملكة، نجح المدرب الهلالي المقال الروماني "لورينت ريجيكامب" مرة أخرى في استفزاز جماهير النادي والجماهير الرياضية في المملكة بشكل عام، عبر مستحقاته المالية التي يُصِرّ على الحصول عليها كاملة قبل أن يغادر المملكة، والتي بلغت نحو 21 مليون ريال، قيمة عقده والفريق المعاون له، في موسمين كاملين، قضى منهما ما يقرب من ثمانية شهور فقط؛ مما دعا الشارع السعودي إلى مطالبة مؤسسة النقد السعودي بالكشف عن تحويلات المدربين الأجانب العاملين في المملكة.
 
ويرى الكثير من الجماهير الرياضية أن مستحقات "ريجيكامب" وغيره من المدربين الفاشلين الذين تتعاقد معهم الأندية السعودية أو المنتحب الأول، خيالية ولا تتناسب مع ما يقدمونه للكرة السعودية؛ مطالبين بقرار شجاع وجريء بسعودة مهنة التدريب في الأندية؛ حفاظاً على المال العام الذي يُنفَق على تأهيل المنتخبات السعودية، أو المال الخاص الذي يذهب لدعم الأندية.
 
وتردد عند التعاقد مع "ريجيكامب" أنه يعتبر ثالث أغلى مدرب في العالم، ورفضت إدارة "الهلال" آنذاك الإفصاح عن قيمة التعاقد الذي تكفّل به أعضاء شرف في النادي، وقالوا: إن المدرب الروماني سينجح فيما فشل فيه سلفه الوطني سامي الجابر، الذي أقيل من المنصب بعد موجة من الاجتماعات والمداولات والمناقشات استمرت أياماً عدة.
 
وقضى "ريجيكامب" مع "الهلال" ثمانية أشهر، لَعِبَ خلالها مع الفريق 24 مباراة، حقق 13 انتصاراً وستة تعادلات؛ فيما مُنِيَ بخمس هزائم، منها مباراتان نهائيتان في مسابقتيْ كأس ولي العهد ودوري أبطال آسيا، وهو ما استفز جماهير النادي العريضة، وأجبر الإدارة الهلالية على فسخ التعاقد معه.
 
مؤسسة النقد
وبنظرة اقتصادية، تساءل عادل العبدالهادي -أحد مشجعي "الهلال"- عن غياب مؤسسة النقد السعودي عن تحويلات المدربين الذين قدِموا إلى السعودية للعمل فيها، وقال: "كل فترة تطالعنا مؤسسة النقد السعودي بتحويلات الأجانب للخارج، وتشير إحصاءات المؤسسة إلى أن هذه التحويلات في تزايد مستمر؛ ولكن لم تخبرنا المؤسسة عن تحويلات فئة المدربين الأجانب؛ برغم قلة عددهم، مقارنة بثمانية ملايين عامل أجنبي في المملكة".
 
وأضاف: "كيف نراقب راتب عامل نظافة يتقاضى 600 ريال شهرياً، أو محاسب أو مندوب مبيعات من فئة الوافدين يتقاضى 5000 ريال شهرياً، ونتغاضى عن المدرب "الهلال" الفاشل "ريجيكامب" الذي سيحصل ومساعدوه على 21 مليون ريال في ثمانية أشهر فقط؛ أي أن راتبه الشهري يتجاوز 2.6 مليون ريال، هذا مع الأخذ في الاعتبار أنه مدرب فاشل؛ فما بالنا إذا كان ناجحاً وحقق لـ"الهلال" البطولات التي يأملها مسؤولوه؟".
 
شفافية العقود
ودعا عبدالله القحطاني -من مشجعي "الهلال"- الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد، إلى وضع آلية للتعاقد مع المدربين الأجانب؛ سواء في الأندية السعودية أو المنتخبات، وقال: إنه من الصعب السكوت على تسرب أموال المملكة في تعاقدات رياضية فاشلة؛ لدرجة أن أندية المملكة باتت هدفاً للكثير من المدربين الفاشلين الذين يسعون إلى تأمين مستقبلهم ومستقبل أبنائهم من بعدهم، عبر تعاقدات مبالغ فيها.
 
وقال: "ماذا فعل ريجيكامب للهلال كي يحصل على 21 مليون ريال، ولماذا عندما يكون المدرب وطنياً لا يحصل إلا على الفتات، وهذا اعتراف رسمي من الأندية والمنتخبات بأن المدرب الوطني دون المستوى؛ ولكن كيف ستتعامل الأندية اليوم بعدما ثبت أن المدرب الأجنبي هو الآخر فاشل؟".
 
ودعا "القحطاني" إلى أن تكون تفاصيل العقود مع المدربين علنية ومنشورة في الصحف، وبخاصة الجوانب المادية؛ مشدداً على أهمية وضع سقف أعلى من القيمة المادية للتعاقدات، لا تتجاوزه الأندية سواء بشكل علني أو سري".
 
الزي السعودي
وسَخِر "عوض الحملي" من سياسة تعاقدات الإدارة الهلالية مع المدربين الأجانب، وقال: إن "هذه السياسة تبعث على الضحك المبكي في آن"، وقال: "قُبَيْل التعاقد مع المدرب الأجنبي، تتغزل إدارة النادي في المدرب الأجنبي، وتمدحه بأجمل الأوصاف، وتتباهى بإنجازاته وبطولاته في المستطيل الأخضر وتاريخه وأمجاده، وسرعان ما تختفي هذه الإنجازات والأوصاف وتتوارى خلف دائرة النسيان عند فشل المدرب وفسخ التعاقد معه".
 
وأضاف: "سيتكرر الأمر نفسه مع المدرب الفرنسي هارفي رينارد، الذي تعتزم الإدارة الهلالية التعاقد معه خلَفاً لـ"رجيكامب".
 
مضيفاً: لقد أردك "ريجيكامب" كيف يضحك على الهلاليين، عندما خرج عليهم في أحد المؤتمرات الصحافية، مرتدياً الزي السعودي، وكأنه يعشق الهلال والمملكة، ولكن في الحقيقة هو عشق أموال المملكة، وهداياها من السيارات الفارهة له ولزوجته وابنه أيضاً".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org