لقد بهرتني صورة من صور الوفاء، أبطالها معلمون وأحد العمال المقيمين، الذي يعمل لدى المدرسة؛ فقد قامت ثانوية الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله – في الجوف بتكريم عامل النظافة محمد أبو مدلاج (هندي الجنسية) بمبلغ مالي وبعض الهدايا العينية. ورغم احتياج ذلك العامل للمال؛ فقد جاء لهذه البلاد، وتغرب عن أهله ووطنه لطلب الرزق، وربما أن أبناءه يتضورون جوعاً، لكن ذلك لم يمنعه من الاعتراف بالجميل لمن كان له الفضل في تعليمه؛ فلقد تبرع ذلك العامل البسيط بما حصل عليه من تكريم لشراء أقلام ومستلزمات للمدرسة التي تعلَّم فيها في بلده الهند؛ لأنه رأى أنه حان الوقت ليعيد لمدرسته بعض الجميل الذي وجده في صغره عندما تلقى العلم فيها. هذا الوفاء الذي انغرس في داخل هذا العامل قلَّ أن نجده اليوم في مجتمعنا.