لماذا الجمارك تحديداً؟!

لماذا الجمارك تحديداً؟!
تابعت ما كتبه الزميل العزيز قينان الغامدي، عن جمارك جدة، وما نشره عبر حسابه في "تويتر"، عن فوضى ومعاناة كان قد مرَّ بهما في أثناء تسلُّم أغراضٍ له وردت عبر الوارد الدولي بجمرك جدة.
 
> ولا شك أن الزميل الغامدي كان ينقل معاناته ومعاناة غيره، ويقدم رسالةً للمسؤولين بأن الإعلام شريكٌ في التنمية، وهو عين المواطن وعين المسؤول، وأن الهدف هو اطلاع المسؤولين على مكامن الخلل، ومواقع التقصير في الخدمات.
 
> ولكن النقد يكون بنّاءً وهادفاً إذا أصاب عين الحقيقة، واستند إلى معلوماتٍ دقيقة، فتأتي نتائجه صالحة للعباد والبلاد.
 
> واللافت للنظر فيما ذكره الزميل قينان، أنه صبّ جام غضبه على إدارة الجمارك؛ لكونها الظاهرة في المشهد، وليس هو الوحيد الذي اشتبه عليه الأمر، بل كثيرٌ من الناس يقعون فيما وقع فيه، رغم أن الجمارك ما هي إلا خطوة ومرحلة من مراحل تخليص الأمتعة والشحنات الواردة؛ حيث تبدأ عملية التخليص بمراجعة مكاتب الخطوط السعودية لتسلُّم إذن التسليم الجمركي، وبوليصة الشحن، ثم تقوم الخطوط بعد ذلك في تحديد مكان الأمتعة بمستودعاتها، ومن ثمّ  تحضيرها الى صالة المعاينة الجمركية، ليبدأ بعد ذلك دور الجمارك، وهو دورٌ أمني ودورٌ خدمي.
 
> وحسب معرفتي الطويلة بالجمارك وإجراءاتها منذ أن عملت مجاوراً لهم بمطار الرياض القديم، ثم الميناء الجاف (سكة الحديد بالرياض) وبعده بمطار الملك خالد الدولي وجماركه، فإن إجراءات ما قبل المعاينة الجمركية هي التي تأخذ وقتاً أطول، ما لم يكن الوارد الفعلي عليه قيود تُوجب التريث في فسحه.
 
ولقد حمّل الزميل قينان الغامدي، الجمارك في جدة وزر تأخير تسليم أمتعته، رغم أن السبب كان غيرهم، إذ إن فسح الأمتعة الشخصية يتم عبر مجموعة الفسح الفوري، ولا أدلّ على ذلك من وصفه للمبنى التأريخي؛ الذي هو ليس ملكا للجمارك؛ بل لهيئة الطيران المدني، وليس بوسع إدارة الجمارك إلا أن تعمل وفق ما يتم تأمينه لها من مبانٍ بالمطارات الدولية.
 
> ولأنني أدرك الدور الأمني المهم جداً للجمارك في حماية البلد، والدور الاقتصادي الكبير كمورد من موارد الدولة في استيفاء الرسوم الجمركية، وتسهيل وصول البضائع للسوق، وحمايته من تسرّب البضائع المقلّدة، فإن وجود بيئة عمل تتناسب وأهمية هذا الجهاز مطلبٌ صحيح.
 
> ولان الحكم على الشيء فرعٌ عن تصوره، فقد رأيت أن أوضّح وجهة نظري مما أعلمه وأعرفه حق المعرفة عن جهازٍ عملت بالقرب منه ما يقارب ٢٥ عاماً متواصلة، فرأيت الخطوات الواسعة في مسيرته حتى بات من أهم الأجهزة بمنافذ المملكة الجوية والبحرية والبرية، ومن الظلم تحميل هذا القطاع المهم تقصير غيره من القطاعات التي تسانده.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org