لماذا تفجير العنود أخطر من القديح؟!

لماذا تفجير العنود أخطر من القديح؟!
الملاحظة الجديرة بالانتباه أن جريمتَيْ القديح والعنود ابتعدتا تماماً عن استهداف رجال الأمن والمسؤولين السياسيين في الدولة والمنشآت الحيوية، كآبار البترول والشركات العاملة فيه، وكذا تجنبتا المساس بسفارات الدول والوافدين الغربيين، على نحو ما كانت تفعل الفئات الضالة سابقاً في جرائمها المنكرة.   
 
لقد تحوّلت بوصلة هذه الفئات الضالة من حرب ضروس على الدولة ورموزها ومنشآتها إلى حرب على المجتمع، تستهدف أول ما تستهدف وحدته الوطنية ولُحمته الاجتماعية، ضاربة على وتر المذهبية والفتنة الطائفية، لتأليب المجتمع بعضه على بعض، وإشعال حرب ضروس بين أبناء المجتمع السعودي كما حصل في بلدان أخرى!  
وهذه الفئات الضالة في ذلك لا تنتصر للسنة، ولا تنتقم من الشيعة، إنما هي تستهدف وحدة المجتمع والرباط الذي يربط أفراده جميعاً؛ ولهذا لا تستغرب أبداً أن تجدها بعد حين تضرب وتفجّر في مساجد أهل السنة، بغية صب المزيد من الزيت على النار، وتزكية الطائفية، وإيجاد ثارات بين السنة والشيعة في بلاد الحرمين الشريفين.   
 
فداعش والمجرمون من الصفويين أتباع إيران لن يتورعوا عن أي جريمة تشعل الفتنة في بلادنا، وإلا فأي جهاد هذا الذي يستهدف أماكن العبادة! وفي يوم الجمعة خير الأيام؟! ومتى كان المسالمون والمصلون مهما كانت مذاهبهم هم حلبة القتال ووقود المعارك؟!   
نحن لدينا يقين أن تفجير العنود أخطر من تفجير القديح ـ وإن كانا في الجرم سواء ـ لسبب رئيس، هو أن تفجير العنود يدل على أن أعداء هذا الوطن أعلنوها حرباً مفتوحة على مجتمعنا، والهدف عراق جديد في بلاد الحرمين، وحرب موقدة بين السنة والشيعة، يدخل منها هؤلاء الأعداء، ويتسللون لأهداف عدة، أهمها هو تفكيك هذا الوطن الكبير.   
 
فالحرب هنا تُشنُّ على المجتمع بغية إضعاف الدولة، وإشغالها بنفسها، ثم لاحقاً الانقضاض عليها. ولك أن تسأل مَنْ المستفيد من إضعاف بلاد الحرمين، ومحاولة إسقاط نظامها، غير الصفويين الذين يضمرون حقداً أسود على هذا البلد الأمين وأهله، وقد تلاقت أهدافهم مع صبيان داعش الذين باتوا دمية في أيديهم مثل لعبة "الأتاري"، ينفذون لهم ما يأمرون به ويدبرون له، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً!   
وإذا كانت الحرب في هذه المرة تستهدف بنية المجتمع السعودية فالواجب أن يتحمل كل فرد منا مسؤوليته لوأد الفتنة، ونزع فتيلها بكل ما يملك؛ لأن الفوضى والاقتتال الداخلي، مثلما يحدث في البلاد المجاورة، لن يفرق حين يقع ـ لا قدر الله ـ بين سنة وشيعة؛ فالكل حينها ستطوله النيران، مهما حاول عبثاً القرار منها.   
 
وأبناء هذا المجتمع من سنة وشيعة أمام مسؤولية تاريخية لإطفاء اللهيب، وليس سكب الزيت على النار، والتراشق بالمذهب والطائفية، ومحاولة تجاوز دور الدولة في الملاحقة، وتقاذف التهم من كل طرف؛ فهذا لن يساعد إلا الفئات الضالة والصفويين أعداء الوطن.   
 
ورموز الشيعة العقلاء من أبناء هذا البلد عليهم دور رئيس في التوعية والإرشاد؛ فإيران ليست الراعية الرسمية للشيعة، بل هي تستخدم الشيعة العرب وقوداً لمعاركها وطموحاتها الفارسية، وليس لديها ما يمنع من التضحية بالشيعة العرب في سبيل مآربها وأهدافها.. وقد شهد على ذلك كثير من الشيعة العرب بأدلة وبراهين عدة!     

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org