"العامر": "الفيصل" خدم دينه ووطنه وأمته على مدى خمسة عقود

أكد أن العالم أجمع فُجع برحيل فارس الدبلوماسية السعودية
"العامر": "الفيصل" خدم دينه ووطنه وأمته على مدى خمسة عقود
سبق- الرياض: أكد عميد التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد في جامعة الإمام الدكتور عبدالعزيز بن سعد العامر أن المملكة العربية السعودية والأمتين الإسلامية والعربية بل العالم أجمع فُجع يوم الخميس 22 من شهر رمضان المبارك برحيل حكيم السياسة وفارس الدبلوماسية السعودية، وزير الدولة وعضو مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين والمشرف على الشؤون الخارجية الأمير سعود الفيصل رحمه الله رحمة واسعة، وجزاه الله عن كل ما قدم لوطنه وشعبه وأمتيه الإسلامية والعربية خير الجزاء.
 
وأضاف الدكتور العامر أن الراحل ترك –رحمه الله– على مدى خمسة عقود العديد من الآثار التي تشهد بإخلاصه ووفائه لدينه ووطنه وأمته؛ مضحيا في سبيل ذلك بصحته؛ حتى أصبح اسمه حاضرا في كل بيت في الوطن وخارجه، وارتبط ذكره بالحنكة، والذكاء، والحكمة، والعمل الدائب، فقد كان له الأثر البالغ في حل العديد من قضايا الأمتين الإسلامية والعربية، وقام بدور مهم في حفظ أمن واستقرار المنطقة بأسرها.
 
وبين العامر أن حياته السياسية امتلأت بالعديد من المواقف التي تدل دلالة واضحة على انتهاجه مبادئ العدل والمساواة، ونبذ التطرف والإرهاب والطائفية، وتلك المبادئ الفاضلة التي تنتهجها المملكة العربية السعودية، وتعززها، وتؤكد عليها في كافة المحافل الدولية.
 
ولفت عميد التعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد في جامعة الإمام أن قضية فلسطين شغلت حيزا كبيرا من حياة الفقيد –رحمه الله– انطلاقا من سياسية المملكة العربية السعودية؛ فقد أكد –رحمه الله– في أكثر من محفل واجتماع أن المملكة العربية السعودية تبذل كل جهودها في دعم القضية الفلسطينية في جميع المحافل الدولية وأن مواقفها ثابتة ومعروفة بوصفها قضية العرب والمسلمين الأولى وعنصراً رئيسا في سياستها الخارجية، ولم تتخاذل –على مدى تاريخها– أو تتقاعس عن نصرتها بل نذرت نفسها لخدمتها. 
 
وأبان أنه –رحمه الله– بذل جهودا متواصلة لتأكيد ذلك الجهد في المحافل الدولية وبخاصة في الأمم المتحدة، إضافة إلى التواصل المباشر مع الأطراف الفاعلة في مجلس الأمن من أجل وقف سفك الدماء وتقديم الدعم للشعب الفلسطيني وإعادة حقوقه المشروعة. ونعلم ما يحتاجه ذلك الجهد من وقت وصحة لم يبخل بهما أمير الدبلوماسية في سبيل نصرة القضية الفلسطينية.
 
كما شغلت قضية وحدة المسلمين جزءا كبيرا من اهتمامه –رحمه الله– ومن نماذج ذلك تصريحه –رحمه الله– في اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التعاون الإسلامي: "إنه من المهم أن لا نعفي أنفسنا من تحمل المسؤولية، أين روح الأمة الإسلامية، لماذا نحن على ما نحن عليه من ضعف في الشوكة، وتردد في الإرادة ما الذي جرى ويجري لنا وكيف نصلح دواخلنا حتى نقف أمام التحديات التي تواجهنا دون وهن أو ضعف يعترينا من داخلنا، ألم يقل الله سبحانه وتعالى: "إنّ هذه أمتكم أمةً واحدة"، وقال رسولكم سيدنا محمد –صلى الله عليه وسلم–: (إن مَثَلَ المؤمنين في تَوادِهم وتراحمِهمْ كَمَثَلِ الجسدِ الواحدْ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسدِ بالسهرِ والحمى)".
 
وكشف الدكتور العامر أن الراحل حمل همّ الأمة، وأحزانها، وباح صدره بصادق الرغبة في بناء أمة إسلامية قوية ترتكز على الاتحاد والتعاضد، وتترك سبل الفرقة والتناحر جانبا، وتسير بخطى ثابتة نحو بنية حضارية متماسكة لأمتنا.
 
وتابع: ورغم رحيله فإن مآثره وحكمته باقية؛ فقد تفاعلت وسائل الإعلام في العالم مع خبر وفاته –رحمه الله–، وتسابق المسؤولون في العالم إلى بيان ما تميز به –رحمه الله– في دلالة واضحة على فضله، وجهوده التي لم تقتصر على خدمة وطنه، بل امتدت إلى العالمين العربي والإسلامي، بل العالم أجمع.
 
وقدم العامر في ختام تصريحه العزاء إلى مقام خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، وولي ولي العهد، والأسرة الحاكمة، والشعب السعودي والعربي والإسلامي في الفقيد –رحمه الله–، سائلاً الله سبحانه أن يتغمده بواسع رحمته ومغفرته، وأن يجزيه خيراً عمّا قدم لدينه ووطنه وأمته.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org