انتظار 13 سنة كفيل بترقيتهن يا معالي الوزير..!

انتظار 13 سنة كفيل بترقيتهن يا معالي الوزير..!
حقيقة، ترددت كثيراً وأنا أكتب في هذا الموضوع؛ لا لشيء إلا لأنه متكرر، وخصوصاً في وزارة التعليم، وعلى مر الأسماء السابقة لهذه الوزارة. فما إن يثار موضوع عن المشاكل التي تعانيها وزارة التعليم إلا ويظهر موضوع الترقيات هذا ليطفو إلى السطح، وكأنه مستعصٍ على الحل.
 
هي معاناة حقيقية تلك التي يعانينها من يحملن اسم وظيفة "مساعد إداري أو كاتبات"، وقد نقلت مجموعة منهن لي معاناتهن مع الترقية من المرتبة الخامسة إلى المرتبة السادسة، لدرجة أن بعضهن قضين ثلاث عشرة سنة في المرتبة الخامسة. وتتراوح مؤهلاتهن من البكالوريوس والدبلوم فأقل، وجميعهن يعانين المعضلة نفسها المتمثلة في تهميش ترقياتهن، في الوقت الذي ترقى فيه الكثير ممن تم تعيينهن بعدهن. وما يثير الدهشة أنهن يعملن في مدينة الرياض، فكيف بمن هن خارج الرياض؟ هل عليهن أن يتقاعدن على الخامسة مهما امتدت مدة خدمتهن؟!
 
تخيلوا أن تُعيّن من تحمل البكالوريوس أو دبلوماً، أو حتى أقل من ذلك، على الخامسة وربما أقل، تحت ضغوط مقولة "ظل وظيفة ولا ظل حيطة"، ومع ذلك تجمد على المرتبة لهذه المدة الطويلة، فكيف بالله عليكم يمكن لها أن تطور نفسها أو أن تعمل بنفس راضية وبحب وتضحية من أجل العمل، وخصوصاً أن طبيعة عملهن فيها من المشقة والعناء الشيء الكثير؛ فهن في تعامل مباشر مع الطالبات ومشاكلهن وحضورهن وانصرافهن، والتواصل مع وليات أمورهن من الأمهات.. ولكم أن تتصوروا حجم المعاناة عندما تتجاهل الأم النداءات المتكررة من المدرسة لمناقشة مشاكل بناتهن، ومع كل هذه الضغوط تبرز مشكلة تأخير بل تعطيل ترقية من يشغلن هذه الوظائف؛ لتشكل عبئاً نفسياً، لا يحس به إلا من يعاني معاناتهن، في ظل تجاهل المسؤولين في الوزارة لحركة الترقيات. ولا أتصور أن يظل موظف أو موظفة مجمداً مثل هذه المدد دون ملاحظة الجهاز الإداري، من خلال ما يرد من طلبات وشكاوى من قِبل المتضررات من هذا التهميش غير المبرر، وهو مؤشر على وجود خلل ليس بالبسيط في التعامل مع حركة الترقيات في الوزارة، فضلاً عن تجاهل طلبات التدريب في معهد الإدارة العامة المرفوعة من قبلهن؛ لتحسب لهن نقاط في الترقية التي طال أمدها، وأصبحت حلماً من أحلام اليقظة، يراودهن صبح مساء.
 
وهناك نقطة في غاية الأهمية، وهي تتعلق بما ترتب على توقف سلم الترقيات في حق هؤلاء الإداريات، من توقف لرواتبهن من الزيادة لمدة تجاوزت فترتين مستحقتين للترقية، وهذا ضرر ليس بالقليل، وله من الآثار النفسية على الموظفة ما الله به عليم.
 
وعليه أتوجه وقد حُمِّلت أمانة الكتابة لمعالي وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل وكلي أمل أن يتبنى معاليه وضع حد وحل لمعاناة أخواتنا اللائي حملنني أمانة إيصال أصواتهن ومناشدتهن لمعاليه؛ علَّها تكون سبباً لمعالجة خلل طال استمراره، ولعلها تكون في ميزان حسنات كل من أعان على تصحيح هذا الخلل. وبالله التوفيق، وهو الهادي إلى سواء السبيل.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org