شهر الخير أم شهر المسلسلات؟

شهر الخير أم شهر المسلسلات؟
أتذكر عندما كنا صغاراً ننتظر بشغف مسابقة رمضان على القناة الأولى، التي يقدمها سليمان العيدي وعبدالرحمن العشماوي، وكانت عن القرآن الكريم، وبرنامج الشيخ علي الطنطاوي. هذان هما البرنامجان المختلفان في شهر رمضان عن غيره في بقية الشهور؛ فليس هناك دعاية لبرامج أو مسلسلات لهذا الشهر الكريم. وكذلك بقية الدول العربية في برامجها على المنوال نفسه، وربما تزيد بعض الدول بفوازير خاصة لهذا الشهر فقط لا غير، ولا يوجد مسلسلات يتم تصويرها خصيصاً لرمضان احتراماً لروحانية خير الشهور.
 
لكن ما نشاهده حالياً من هجمة كبيرة لتحويل رمضان من شهر العبادة والطاعة إلى شهر الترفيه يصيبنا بالقلق على حالنا وحال أولادنا في المستقبل القريب، وكيف سيكون سلوكنا في رمضان مع ما نشاهده من مسلسلات ومسابقات وجوائز لا تخرج إلا في هذا الشهر، وأين هذه الجوائز طوال العام؟ ولماذا في رمضان فقط؟
 
سباق محموم لتصوير المسلسلات وعرضها خلال الشهر الكريم، بل إن الكثير لا يمثَّل إلا في هذا الوقت، لدرجة أخشى معها أن يرتبط مفهوم رمضان لدى الجيل الجديد بالترفيه والمسلسلات والجوائز فقط، ويتناسون الهدف من الشهر الكريم مع مرور الوقت.
 
لست ضد هذه البرامج، لكن أتمنى أن يتم إنتاج برامج هادفة، تحيي في أبنائنا مفهوم الرحمة والصدقة والسلام والعطف على الفقراء وبر الوالدين والمحافظة على الصلاة وحب الوطن واحترام الآخرين، وجميع المفاهيم الجميلة التي حث عليها ديننا الحنيف، وأن يتم إنتاجها بشكل جميل وإخراج رائع وإعداد جيد يجتذب المشاهد. وهذه البرامج تأثيرها في هذا الشهر أفضل من بقية الشهور نظراً لتعلق القلوب بالعبادات والطاعات. كما يتم إنتاج مسلسلات وبرامج للأطفال هادفة، تتناسب مع روحانية الشهر الكريم.. لكن ما يحدث حالياً هو إغراق شبه تام ليوم رمضان من الصباح الباكر حتى الفجر بالمسلسلات والمسابقات التي يتم تسديد جوائزها جميعاً من جيوب المشاهدين في الأساس!
 
في الولايات المتحدة الأمريكية تمنع بعض الولايات بيع الخمور ليلة ويوم الكريسماس (يوم ميلاد المسيح) احتراماً لشعائرهم الدينية، فهل نكون مثلهم ونحترم شهرنا الفضيل؟!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org