أمير الرياض خلال استقباله مدير التعليم: "لا بد أن يكون للمعلم قدرٌ كبير"

المغامسي: من كمال النصح أن نتقي الله جميعاً في النشء
 أمير الرياض خلال استقباله مدير التعليم: "لا بد أن يكون للمعلم قدرٌ كبير"
أحمد البراهيم-سبق - الرياض: استقبل الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، في قصر الحكم اليوم، أصحاب الفضيلة والمعالي وعدداً من المسؤولين في وزارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض، يتقدمهم المدير العام للتربية والتعليم بالرياض المكلف محمد بن عبدالله المرشد.
 
وفي بداية الاستقبال رحّب أمير الرياض بالجميع، منوهاً بواجبات وأدوار التعليم المهمة، ومؤكداً أن الاستعدادات التي تعمل عليها وزارة التربية والتعليم في بداية العام الدراسي، تحت إشراف الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم، ووفق خطط استراتيجية، تُسهم بنهوض التعليم بشكل كامل وشامل في السعودية؛ ليضاهي الدول العظمى.
 
وأكد أن "الجميع متفائل بالخطى الملموسة والمقدمة والطموح العالي والكبير للتعليم، بما يحتويه من مخططات استراتيجية، تبرز منهجنا الوسطي الذي ينطلق من بلاد الحرمين الشريفين". معرباً عن سعادته بالكثير من البرامج العلمية والأدبية واللغوية؛ لأنها لبنة أساسية تُكوّن النشء على التوجُّه الصحيح النقي.
 
وقال: "لا بد أن يكون للمعلم قدر كبير، فكثير منا لا ينسى كلمة أو موقفاً من معلم، أدَّب فيه وهذب فيه أشياء كثيرة من حياته، ولا يزال يذكرها؛ لأنها بصمة".
 
وفي الختام شكر الجميع على جهودهم الطيبة والتحضيرات الأساسية لهذا الموسم الدراسي، سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يوفق الجميع، ويسددهم على طريق الصواب.
 
بعد ذلك ألقى المدير العام للتربية والتعليم بمنطقة الرياض المكلف كلمةً، عبّر فيها عن سعادته بهذا اللقاء، مبيناً أن العمل على الاستعدادات للعام الدراسي كان قائماً منذ نحو شهرين لـ 4000 مدرسة تقريباً بمنطقة الرياض، تضم ما يقارب مليون طالب وطالبة، وهيئة تعليمية تضم 90 ألف مدرس ومدرسة.
 
بعدها استعرض مديرو الإدارات بفرع وزارة التربية والتعليم بالرياض المشاريع والمنجزات لفرع الوزارة، وكشفوا عن المشاريع التي تنفذها الوزارة البالغ عددها 166 مشروعاً، وتحتوي على 194 مبنى مدرسياً، بتكلفة إجمالية بلغت 2.095.945.896 ريالاً، وبطاقة استيعابية تبلغ 200 ألف طالب وطالبة. كما بلغ عدد المشاريع التي تم ترسيتها عن طريق وزارة التربية والتعليم والإدارة العامة للتربية والتعليم 154 مشروعاً، تحتوي على 172 مبنى مدرسياً، بتكلفة إجمالية بلغت 1.068.750.120 ريالاً، وبطاقة استيعابية، تصل لـ175 ألف طالب وطالبة.
 
وبلغ عدد المشاريع التي تم استلامها وتشغيلها لهذا العام والاستفادة منها 22 مشروعاً، تحتوي على 45 مبنى مدرسياً، بتكلفة إجمالية بلغت 172 مليون ريال، وبطاقة استيعابية تبلغ 46.800 طالب وطالبة.
 
كما تم إسناد مشاريع مدرسية لشركة تطوير المباني، إحدى شركات مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير التعليم العام، على دفعتين: الدفعة الأول،ى وعددها 41 مشروعاً، تحتوي على 64 مبنى مدرسياً، بتكلفة إجمالية بلغت 1.012.000.000 ريال، وبطاقة استيعابية تبلغ 75 ألف طالب وطالبة، وتنفَّذ حالياً، ويُتوقع الاستفادة منها خلال عام ونصف العام. أما الدفعة الثانية فتشتمل على 111 مشروعاً، تحتوي على 116 مبنى مدرسياً، بتكلفة إجمالية بلغت 2،180.800.000 ريال، وبطاقة استيعابية بلغت 104 آلاف طالب وطالبة.
 
وعملت وزارة التربية والتعليم، بمتابعة من الأمير خالد الفيصل، جاهدة خلال الفترة الماضية لوضع الحلول النهائية لمعالجة تعثر مشاريع الشركة الصينية البالغ عددها 78 مشروعاً، تحتوي على 120 مبنى مدرسياً، بتكلفة إجمالية بلغت 1.514.134.255 ريالاً، وبطاقة استيعابية تبلغ 110 آلاف طالب وطالبة، وستُسلَّم للإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض على مراحل خلال السنة والنصف القادمة.
 
وبذلك يكون عدد المشاريع في المنطقة 550 مشروعاً، بتكلفة إجمالية قدرها 7.871.630.271 ريالاً، وبطاقة استيعابية تبلغ 646 ألف طالب وطالبة، وتكون جاهزة خلال السنوات الثلاث القادمة.
 
وفيما يخص تجهيز المدارس لهذا العام فقد تم العمل على 182 مدرسة باختلاف الاحتياج لكل مدرسة، من ترميم شامل وجزئي وتأهيل، وإضافة مظلات داخلية وخارجية، ودورات مياه وملاعب عشبية وسكن حراس.
 
إثر ذلك ألقى إمام وخطيب مسجد قباء الشيخ صالح المغامسي كلمة، قدم فيها شكره لأمير منطقة الرياض على هذا اللقاء الأسبوعي الذي يلتقي فيه المشايخ بالمسؤولين، ويتناقشون فيما ينفع دينهم ودنياهم.
 
وقال الشيخ المغامسي: "في البداية أوصي نفسي والحاضرين بتقوى الله والقرآن؛ فأوصى رب العزة بالتقوى أشرف الخلق حين قال الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ}. ومن تقوى الله كمال النصح للمسلمين. وإن كمال النصح للمسلمين في زمننا هذا، خاصة الذي يعلم الجميع أن الفتن اشرأبت به، سواء فتن الشهوات أو فتن الشبهات، وظهر فيه بجلاء مكر أعداء الأمة بأهلها حتى أضحت كثير من بلاد المسلمين أحزاباً وفرقاً وأشتاتاً، وهذا مما نهى الله - عز وجل - عنه".
 
وأضاف: "مما هو معلوم من دين الله عز وجل بالضرورة من كمال النصح لإخواننا القائمين على العملية التعليمية على وجه الخصوص أن نتقي الله جميعاً في النشء الذين بين أيدينا، بأن يربوا أولاً على محبة الله وإجلاله وإعظامه، وأن لا أحد أعظم منه تبارك اسمه وجل ثناؤه، وأن ينشأ أبناؤنا وبناتنا على محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والشهادة له بأنه أتم الرسالة وأكمل الأمانة، وأنه عليه الصلاة والسلام تعبدنا الله بحبه من غير غلو ولا جفاء ".
 
وتابع في كلمته: "كما ينشأ أبناؤنا على البر بوالديهم. وإن هذه وصية قرآنية، جاء القرآن بها، وعظمتها السنة؛ فأمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك. وأن ينشأ أبناؤنا على أن يعلموا أن الله عز وجل أوجب علينا في قرآنه العظيم وفي خبر نبيه صلى الله عليه وسلم الصادق أن تجتمع قلوبنا وأن تتآلف، وأن تتوحد كلمتنا، وذلك لا يمكن أن يكون قدراً أو شرعاً إلا بالاجتماع على إمام له بيعة في الأعناق. الله عز وجل كتب لنا بحمد الله وفضله أن جعل ملوك هذه الدولة المباركة منذ أن أسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- يتخذون طريق البيعة الشرعية طريقاً في إثبات السمع والطاعة في غير معصية الله في رعاياهم".
 
وأردف الشيخ المغامسي في كلمته: "فينشأ أبناؤنا على المحبة الصادقة والولاء للأرض التي كتب الله لهم قدراً أن يحذوا عليها. الله عز وجل قدّم الديار على الأبناء في كتابه، قال الله تبارك وتعالى {وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا}. والصديق رضي الله عنه وأرضاه وبلال بن رباح وغيرهما من الصحابة لما هاجروا إلى المدينة كان كل منهم يحن إلى مكة؛ لأن هذا مقتضى الفطرة.
 
قال صلى الله عليه وسلم (اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد)، ولم يكن ينقل لهم ذلك إلا دعوة نبوية ترفع إلى السماء فيستجيب لها الله عز وجل".
 
وتابع قائلاً: "فحق الأوطان على كل ذي مروءة حق عظيم؛ فإن كان الإنسان لا يُعرف كرمه إلا إذا حل به ضيف، ولا تُعرف شجاعته إلا إذا نزل ميدان المعارك، فإن حب الإنسان لوطنه وقيامه بالواجب الديني الشرعي نحو وطنه لا يعرف حقاً إلا إذا اشرأبت الفتن وأطل الأعداء بسهامهم.
 
فنحن مؤتمنون على أبنائنا، ومؤتمنون على بناتنا، ومؤتمنون على مواطنينا جميعاً".
 
وأردف: "لا بد أن نتقي الله في هذه الأرض التي قدرها أن تكون بلاد الحرمين، وأن تكون سياج الملة. قدرها أن تكون حصن التوحيد، وقدرها أن تطبق شرع الله في زمن أعرضت فيه الدول والأمم وكثير من الأفراد عن شرع الله، وجعلوه وراءهم ظهرياً".
 
وقال الشيخ المغامسي: "إن بقاء هذه البلاد يعني بالضرورة بقاء الإسلام عزيزاً. الله عز وجل تعبد المسلمين بكل عام أن يأتوا إلى صعيد عرفة. والله تبارك اسمه يباهي بأهل الموقف ملائكته.
 
ومعلوم قطعاً لكل أحد لو - لا قدر الله - خف الأمن وبعُد الناس عن التوحيد واضطرب الأمر في هذه البلاد أنه سيقل قدوم الناس إلى الحج والعمرة كثيراً. فالإنسان لا بد أن يعرف قدر هذه البلاد وعظيم مآثرها. فلينظر إلى هذا الموقف العظيم في صعيد عرفة، كل عام أكثر من الذي قبله.
 
البيت الحرام جعله الله عز وجل مثابة للناس وأمناً، وجعله أول بيت يوضع في الأرض حتى يعبد الله عنده.
 
فهؤلاء الوفود الذين نراهم يأتون مطمئنين آمنين لا يجوز بعد ذلك لأحد كائناً من كان أن يلقي بكلمة يضطرب بها موقف أو ما ينجم عنه اختلاف الرأي وفساد الناس وعدم اجتماعهم على ولي أمرهم ".
 
وفي ختام كلمته سأل الشيخ المغامسي الله -عز وجل- أن يديم على بلادنا أمنها واستقرارها، وأن يجعلنا متحابين فيه، ومتعاونين على التقوى.
 
بعد ذلك تناول الجميع طعام الغداء على مائدة أمير منطقة الرياض.
 
حضر الاستقبال رئيس محكمة الاستئناف الشيخ عبدالعزيز بن صالح الحميد، ووكيل إمارة منطقة الرياض عبدالله بن مجدوع القرني، والمستشار الخاص والمشرف العام بالنيابة على مكتب أمير منطقة الرياض عبدالكريم العيدان، ورئيس المحكمة العامة بالرياض الشيخ عبدالله الحسني. 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org