"كداد" برتبة دكتور مع مرتبة الشرف .. حين ترفض "التعليم" الإيفاد!

قال: لا أرجو مساعدة من وزارة لم تحل إشكالية نقص الكتب الدراسية
"كداد" برتبة دكتور مع مرتبة الشرف .. حين ترفض "التعليم" الإيفاد!
عوض الفهمي- سبق- مكة المكرّمة: "المدينة.. المدينة.. المدينة" .. هكذا بدا صوت "حامد" صاخباً جوار مواقف الحرم المكي بعد أن أجبرته الجامعة على التفرغ لدراسة الدكتوراة، ورفضت وزارة التعليم إيفاده؛ ما جعله يترك عمله ويتجه للعمل في تحميل الركاب والمسافرين من مكة إلى المدينة والعودة في الاتجاه نفسه من أجل إعالة أسرته الصغيرة ومواصلة مشوار دراسة الدكتوراة!
 
ويحكى "حامد" قصته: "ليس سهلاً أن تضحي بعملك المريح بعد أن كنت مشرفاً تربوياً يتجاوز راتبك عشرة آلاف ريال إلى العمل على الطرق السريعة ولساعات عمل قد تصل إلى 17 ساعة في اليوم أحياناً"، مشيراً إلى أن العمل في الكدادة على سيارة خاصّة فيه مخاطر كثيرة من المخالفات المرورية ومزاحمة أصحاب سيارات الأجرة الأجانب، إضافة إلى قلة الخبرة في هذا المجال التي تحتاج الى العمل طويلاً لعمل شبكة من العلاقات الاجتماعية.
 
ويضيف: "تذبذب الدخل هو أكثر ما يشغله ولاسيما أنه مدان بمبالغ كثيرة للناس، فأحياناً يحصّل 1200 ريال وأحياناً 45 ريالاً، لافتاً الى أن الشيء الجميل في هذا الكار هو الاعتماد على الله والثقة برزقه وبركته ولاسيما أن الشركات والمؤسسات ترفض توظيفه ما لم تقم بتسجيله في نظام التأمينات الاجتماعية".
 
وقال: "هانت مصيبتي حين وجدت أحد الكدادة في مطار الملك عبدالعزيز وكان مبتعثاً وهو يحمل درجة الدكتوراه في الكيمياء، ولم يجد وظيفة بعد"، مشيراً إلى أنه حاصل على الماجستير مع مرتبة الشرف ويدرس حالياً درجة الدكتوراه في الجامعة وقام بالتقديم مع 150 زميلاً في وزارة التعليم لإيفادهم وتفريغهم الا أن الوزارة أوفدت 60 منهم فقط واستبعدت البقية؛ الأمر الذي أدّى بهم الى ترك أعمالهم والبحث عن أعمال أخرى سواء في الشركات أو حلقة الخضار أو الكدادة.
 
وتمنى "حامد"، في نهاية حديثه، إنهاء شرط التفرغ المنصوص عليه في نظام الجامعات الموحد الذي تتفنن الجامعات في تطبيقه على طلابها فيما بقية جامعات العالم تتيح التفرغ الجزئي للدراسة، موضحاً أنه في الوقت ذاته لم يعد ينتظر من وزارة التربية حلاً لمشكلته وهي التي عجزت عن علاج مشكلة نقص المقررات المدرسية حتى الآن؛ حيث كان من تحوير مقاعد الماجستير الفائضة لهم لكن تم تجميدها بحجة عدم الحاجة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org