محليات
"البواردي".. من بيت شعبي بـ"الشميسي" إلى كبرى شركات تدوير النفايات
أكد أن بلدنا مليء بالخيرات وشبابها يحتاج للفكر
عيسى الحربي- سبق- الرياض: روى رجل الأعمال خالد بن عبدالله البواردي قصته مع أول 1000 ريال كسبها في حياته، وقادته إلى تأسيس شركة حققت المركز الـ23 من بين الشركات الأسرع نمواً في المملكة، موجهاً رسالة للشباب السعودي أن البلد ممتلئ بالخيرات لكن شبابها لا يعرفون شعابها، في مضمون كلامه، ويحتاجون لـ"فكر" اقتصادي يدلهم على المشاريع التجارية.
وعن بداياته قال "البواردي" لجمهور "لقاء الخميس" للناجحين: كنّا نسكن في بيت شعبي بحي الشميسي، ووالدي -رحمه الله- موظف ودخله الشهري قليل جداً، وأقاربي المحيطون بي دخلهم قليل وأكثرهم لا يتجاوز مرتبه 12 ألف ريال، لذلك كان سقف طموحي متدنياً جداً، وحياتنا بسيطة وتعرضت للحرمان المادي رغم الدلال العاطفي.
وأضاف: في المرحلة المتوسطة كان طموحي قيادة السيارة فقط، وفي الثانوية شراؤها، وهذا ما تم بالفعل حيث اشترينا سيارة بالأقساط من نوع "كرسيدا" موديل 91، وكنت أذهب مع أصحابي إلى حي العليا وهناك نلتقي بأولاد الأغنياء بسياراتهم الفارهة وحياتهم المخملية، وقررت حينها أن أصبح مثلهم وأتحول من فقير مرفّه غير مسؤول إلى غني مرفّه مسؤول، وتركت كل وسائل الترفيه والاستراحات ولعب كرة القدم، وبحثت عن مفاتيح التجارة.
وواصل:" عملت مع أخوالي في شركة سدر للخدمات بقسم الطباعة لمدة 5 أشهر براتب لم يتجاوز 300 ريال، ثم توجهت إلى معارض السيارات وبدأت أزاحم الشريطية هناك وفشلت لأنهم (ذيابه)!، وأنا ليس لدي رأس مال أتقوى عليهم به .
وتابع: عدت إلى المربع الأول من جديد لكن جدتي علمت بمحاولاتي وحبي للعمل، وأعطتني ساعة "ماركة" قديمة ومعطلة وصدأة، وحاولت بيعها في أسواق العويس لكني فشلت، فاضطررت إلى التوجه ناحية صناعية (أم الحمام)، وطلبت من إحدى الورش طليها بدهان السيارات، وبالفعل أصبح شكلها مقبولاً وبعتها بـ1000 ريال لأنها قديمة وأصلية، وعرفت حينها ثمرة البيع والشراء، ثم قمت بشراء ساعات من محلات بطريق الملك عبدالله وبيعها في أسواق العويس بمكاسب تصل إلى 150 ريالاً في القطعة".
واستطرد: في هذه الأثناء اشتريت سيارة من أمريكا لأجل التكسب وتنويع الموارد غير أنني بعتها بخسارة، وتوجهت للاستثمار في المحلات وأنشأت مغسلة ملابس، وكسبت فيها اليسير ثم بعت معداتها، ودخلت سوق الأسهم في بداية (التسعينات) وخسرت محصول الفترة السابقة، ولم أتوقف.. فقد التقيت في شركة أخوالي بمندوب مبيعات مطابع، وتعرفت على طبيعة عمله، وبدأت أبحث عن مناقصات الوزارات ونشرت رقم (البيجر) بينهم، وكنت حينها في سنة أولى جامعة، ومكاسب الشهر تصل إلى 15 ألف ريال، بينما دكتور الجامعة يقبض آنذاك 12 ألف ريال".
وواصل قائلاً: "استمريت في عمل المطابع، وبدأت أستورد مظاريف من ألمانيا للجهات الحكومية والخاصة لأنها لا توجد في المملكة، وارتفعت مبيعاتي، وانهيت الدراسة الجامعية، غير أن عقبة اللغة الإنجليزية كانت عائقآ أمامي في التعامل، ونصحني خالي "أبوعمر" بالذهاب إلى أمريكا لدراسة الماجستير، وبالفعل ذهبت إلى هناك وتعلمت، وفي عام 98 م دخلت مجال الأسهم الأمريكية بـ300 ألف ريال هي كامل ثروتي، وخسرتها كلها !!
وأضاف: بعدها عدت إلى السعودية مسلحاً باللغة وماجستير إدارة مشاريع، وطلبت "سدر" خدماتي وعملت معهم، وفتحت محل خطاط إلى جانب الوظيفة وربحت فيه، وقرأت حينها في إحدى الصحف عن مناقصة توريد "أكياس قلع" لدى الأمن العام، والقلع عبارة عن رواق خيام، وفزت بالمنافسة، واشتريتها من شارع الغرابي وكسبت فيها 150 ألف ريال خلال شهرين.
واستمر خالد البواردي حكايات النجاح يقول: كنت أتابع الإعلانات والمناقصات، وقرأت أن شركة آسيوية مختصة في منتجات البيئة بحاجة إلى وكيل في منطقة الخليج وتقدمت إليهم ووافقوا على الرغم من عدم معرفتي بالنشاط، إلا أن دعاء والدتي وتعاملي الجيد مع الناس كان فاتحة خير لي، وطلبوا أن يكون مكتب الوكالة في الكويت ووافقت ثم بدأت أتنقل بين دول الخليج ممتطياً صهوة "تجارة البيئة"، وأسست شركة "تاد" للبيئة وهي اختصار لـ"تداولات"، وأصبحنا الآن معتمدين في تدوير النفايات على مستوى العالم، وفزنا في المركز الـ 23 بالمملكة كأسرع 100 شركة نمواً .