عروض أسواق رمضان تستنزف الجيوب.. وتؤدي إلى عشوائية في الشراء

رئيس جمعية حماية المستهلك:​ سنوقع اتفاقيات لتخفيض الأسعار
عروض أسواق رمضان تستنزف الجيوب.. وتؤدي إلى عشوائية في الشراء
خلود غنام – سبق – الرياض: تشهد الأسواق السعودية فيما تبقى من شهر رمضان المبارك إقبالاً كبيراً، وحركة دؤوبة للأسر؛ بهدف اقتناء الملابس والهدايا والمستلزمات، مستغلة في ذلك العروض التي تقوم بها عدد من مراكز التسوق الكبرى (المولات) والمراكز التجارية الأخرى؛ ما يدفع الأسرة للشراء بطريقة عشوائية، تستنزف مدخراتها المالية؛ بهدف الاستفادة من تلك العروض الغذائية.
 
فرصة ورخصة
 
وقال "رعد الخليل"، الذي التقته "سبق" في أحد المراكز التجارية، إنه خلال هذا الشهر تتسابق العديد من المولات على إجراء عروض لعدد من السلع والأساسيات للأسرة بأسعار منخفضة، وتكون تلك الأسعار بمنزلة الرخصة والفرصة للمستهلك لاقتنائها، أو حتى التخزين منها. ومثال ذلك "أسعار السكر"؛ إذ هناك بعض الأنواع تصل نسبة انخفاض السعر فيها إلى 10 ريالات أو أكثر.
 
​ كما قال المواطن "محمد الغامدي" إن شهر رمضان هو شهر الخير والبركة، وإن أحد أوجه الخير تلك التخفيضات في الأسعار التي تدفع الأسرة إلى الشراء بطريقة قد تكون غير صحيحة أو عشوائية، لكن الهدف هو الاستفادة من الانخفاض الحقيقي للسعر.
 
تحذيرات رسمية
 
وكانت جمعية حماية المستهلك قد طالبت المواطنين بعدم شراء الحاجيات والسلع التي لا يحتاجون إليها بكميات كبيرة نتيجة التخفيضات التي ترافق حلول شهر رمضان؛ إذ قالت الجمعية على صفحتها الرسمية: "يجب الحذر من التخفيضات؛ فهي تجعلك تشتري غالباً أشياء لا تحتاج إليها، وبكميات كبيرة". كما طالبت الجمعية المستهلكين بعدم تخزين السلع الغذائية. وأضافت الجمعية قائلة: "احذروا الإعلان المضلل الذي تجد فيه مبالغات لا تعبر عن حقيقة المنتج، فلا يؤدي الأغراض المطلوبة منه عند استخدامه".
 
يُذكر أن رئيس جمعية حماية المستهلك الدكتور ناصر التويم كشف أن الجمعية بدأت توقيع اتفاقيات وتفاوضات مع عدد من منافذ البيع والأسواق الكبرى في السعودية، وسيتم إعلان تفاصيل هذه الخطوة بشكل كامل. وأضاف "التويم": هذه الخطوة المهمة ستسهم في تثبيت وتخفيض أسعار 100 سلعة غذائية في السوق المحلية؛ وبالتالي ضمان عدم ارتفاع هذه السلع في رمضان والأشهر القليلة القادمة.
 
50% للمهملات
 
وأوضح الكاتب الاقتصادي "فضل البوعينين" لـ"سبق" أن عشوائية الشراء الاستهلاكي في رمضان تتسبب بتحمل الأسر مصاريف مالية إضافية، كان من الممكن توفيرها مع قليل من التنظيم، ووضع الأولويات، وتحديد الكميات. وإضافة إلى ذلك، فالشره في عمليات الشراء يؤدي إلى ارتفاع الأسعار لأسباب مرتبطة بزيادة الطلب على السلع. وهناك جانب مهم أيضاً، هو تأجيل عمليات الشراء إلى اليوم الأخير قبل رمضان؛ وهذا يسهم في زيادة حجم الطلب في فترة زمنية قصيرة؛ ما يتسبب في رفع الأسعار واستغلال بعض التجار للوضع من أجل تسويق المنتجات التي شارفت على الانتهاء، إضافة إلى ما يترتب على ذلك من تكدس في الأسواق وازدحام شديد.
وأضاف "البوعينين" بأن التنظيم المالي فيما يتعلق بالمشتريات الغذائية والاستهلاكية أمر غاية في الأهمية، كما أن الاقتصاد في المشتريات يسهم في اقتناء الأفراد الكميات المناسبة دون إسراف، ويخفض الطلب على المنتجات بشكل متوازٍ؛ ما يساعد في بقاء الأسعار عند مستوياتها المقبولة.
 
وبيّن "الكاتب الاقتصادي" أنه في رمضان تقل عدد الوجبات إلى وجبتين؛ ويفترض أن يكون الاستهلاك أقل، إلا أن العكس هو السائد؛ إذ يزيد الاستهلاك بشكل لافت، وهو استهلاك وهمي؛ إذ تستقبل سلال المهملات ما يقرب من 50 في المائة مما يُعد للاستهلاك خلال الشهر! وهذا يعود لعدم التنظيم، وللإسراف المبالغ فيه.
 
ونصح بوضع قائمة المشتريات، وترتيبها بحسب الأولوية، وعدم تأجيل الشراء إلى الأيام الأخيرة وشراء بعض الكميات في حال ارتفاع الأسعار؛ وهذا يساعد في كبح جماح الارتفاع، وقال: وأنصح بالاقتصاد في الشراء والاستهلاك؛ فشهر رمضان شهر عبادة وصوم، لا شراء وطعام.
 
استقطاب المستهلك
 
وقال أحمد المحمد، مدير تسويق في أحد المولات: تعمل عدد من المولات والمراكز التجارية على استقطاب أكبر قدر من الزبائن وتحقيق نسبة مبيعات معينة من خلال تقديم عدد من العروض الحقيقية في الأسعار على بعض الأنواع من السلع الغذائية الأكثر استهلاكاً في الفترة التي يتم فيها إعلان العرض. وعلى سبيل المثال، خلال شهر رمضان تكون غالبية العروض على الأرز والدجاج والزيوت؛ كونها من الأساسيات في عملية الطهي للأسر في الغالب؛ ما يدفع المستهلك أو الزبون للشراء مستفيداً في الوقت ذاته من هذه العروض، وأن مقدار الربح يقاس لدى عدد من تلك المولات بكميات التصريف في المادة الاستهلاكية؛ إذ يكون هامش الربح بسيطاً، لكن كميات المبيعات عالية جداً. 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org