أمين الاتحاد العربي للصحافة الإلكترونية: "سبق" مدرسة تهدِّد كيانات إعلامية "طاعنة"

قال في دراسة: نموذج تخلص من تابوهات الإعلام الخليجي ليكشف المسكوت عنه
أمين الاتحاد العربي للصحافة الإلكترونية: "سبق" مدرسة تهدِّد كيانات إعلامية "طاعنة"
تم النشر في
كتب / * صلاح عبد الصبور
في مراجعة لإحصائيات أبرز المواقع الإلكترونية الصحفية لدى الجمهور العربي استطعنا أن نصل إلى ثلاثة نماذج تعد الأبرز حالياً في عالم الصحافة الإلكترونية.. وكل نموذج يقدم مدرسة قائمة بذاتها في الإعلام الجديد.. وهذه المواقع الثلاثة استطاعت أن تجتذب الجمهور المحلي وتتنافس على المستوى الإقليمي، لتكون ضمن أبرز المنصات الإعلامية "On Line" في الشرق الأوسط.
 
"هيسبريس" صحيفة إلكترونية مغربية تخترق حدود المملكة المغربية وترتقي لتجتذب الجمهور المغربي والعربي في كل مكان في العالم نتيجة شخصيتها المختلفة وأسلوبها في دعم محتواها بمواد إعلامية فريدة.
"سبق" نموذج صحفي متطور يتخلص من تابوهات الإعلام الخليجي ليصبح الكاشف عن المسكوت عنه والمنصة الأبرز لدى الجمهور المحلي في المملكة العربية السعودية، ومدرسة تهدد كيانات إعلامية سعودية طاعنة في الزمن.
 
"الوطن نيوز" نموذج مصري ينقل مناهج مدرسة صحفية وفنية متقدمة في إدارة المحتوى الصحفي الإخباري والتفاعلي بما يناسب جمهور الإنترنت ليكون الموقع الأكثر تأثيراً في تشكيل الرأي العام المصري تجاه القضايا المختلفة. 
 
في مقارنة سريعة بين التجارب نجد أن المواقع الثلاثة تميزت بشخصيتها الصحفية التي تختلف عن المواقع المنافسة، ليصبح كل موقع في حد ذاته نموذجاً للمقارنة، فإذا كنت تريد أن تعمل على منصة إخبارية صحفية مصرية فعليك النظر إلى نموذج "الوطن نيوز" لتتعرف كيف يديرون المحتوى الصحفي، وإذا أردت أن تقدم تجربة صحفية للجمهور المغربي فسيكون نصب عينيك دائماً تجربة "هيسبريس" الصحفية، وكذلك لن تجد صحيفة محلية تستطيع منافسة موقع "سبق" في اجتذاب الجمهور المحلي بالسعودية، فعليك إذا أردت المنافسة أن تهتم بما يدور في أروقة غرفة التحرير بموقع "سبق" لكي تستطيع تقديم الأفضل.
 
يعد تاريخ أول محتوى صحفي للموقع هو أول مجال للمقارنة، والمفارقة الغريبة أن موقع هيسبريس المغربي وسبق السعودي أُطلقا في نفس العام والشهر وتقريباًَ اليوم، فأول لقطة لموقع هيسبريس في أرشيف المواقع الإلكترونية كانت في 19 فبراير 2007، وهو التوقيت نفسه الذي ظهرت فيه أول أخبار بموقع "سبق" السعودي، على الرغم من أن موقع سبق السعودي سجل في تاريخ المواقع يوم 13 فبراير أما موقع الوطن نيوز فقد أطلق في إبريل من العام 2012م .
 
سبق ..طلقات لحظية
نبدأ بتجربة "سبق" السعودي باعتباره الموقع الأكثر محتوى بين المواقع الثلاثة حيث يصل حجم المحتوى بموقع "سبق" إلى معدل يتراوح بين "50 إلى 60" مادة صحفية جديدة كل ساعة في أوقات الذروة بما يعادل خبر كل دقيقة، وهو المحتوى الأكثر تدفقاً على مستوى المواقع الإلكترونية في السعودية والخليج وربما العالم العربي كله.
 
هذه هي الميزة الأولى لموقع "سبق" وهو العمل على تصدير شخصية الموقع بأنه صاحب المحتوى اللحظي فكل دقيقة هناك جديد وعلى مستوى المحتوى هناك أكثر من 70 % من المحتوى المحلي فيظهر ذلك في أبواب مثل: محليات، أخبار المناطق والرياضة والثقافة المحلية، وتقديم عدد كبير من الملفات الصحفية التي تنقل هموم الشارع السعودي، الأمر الذي جعل 87 % من جمهور الموقع من السعودية، ليصبح "سبق" هو الموقع الإخباري رقم 1 في المملكة ويصل ترتيبه العالمي إلى رقم 1443 في العالم، ويتصفح الزائر الواحد معدل يصل إلى 4.5 صفحة ويبقى في الموقع متوسط يصل إلى 8 دقائق تقريباً، وربما يعود ذلك إلى كثافة المحتوى اللحظي بالمقارنة بعدد القراء، وتشير هذه الإحصائيات إلى أن موقع سبق مازال أمامه الكثير من التقدم ومازال لديه فرصة لاجتذاب المزيد من الزوار إذا ما اهتم أكثر بالجانب التفاعلي وتقديم الملفات الصحفية الكبيرة بجانب المحتوى الإخباري وكذلك يواجه الموقع قلة في عدد ملفات المالتميديا من الفيديو والصور، ويحتاج أيضاً إلى زيادة المحتوى الأرشيفي الذي يقدم معلومات أكثر تعمقاً حول المملكة والمناطق والشخصيات ربما يساعد ذلك في زيادة جمهور الموقع مستقبلاً.
 
على شبكات التواصل الاجتماعي يحصل موقع "سبق" على أكبر عددٍ من المتابعين على تويتر يصل إلى 3 ملايين و17 ألف متابع وهو أكبر عدد متابعين لموقع إخباري عربي على الإطلاق، على الرغم من أن عدد المعجبين لصفحة الموقع على فيس بوك ما زالت تعاني ضعفاً؛ حيث يصل عدد المعجبين بالصفحة إلى 124 ألف معجب وهو عدد لا يرتقي إلى قوة الموقع، وكذلك هناك ضعف في قناة الموقع على يوتيوب حيث يصل عدد المشتركين بها إلى 26 ألف مشترك فقط بسبب عدم وجود فيديوهات حصرية للموقع يتم نقلها على "يوتيوب" وربما ذلك هو القصور الذي يعانيه الموقع، وبالتالي فإن هناك مزيداً من الاهتمام بالمحتوى الأرشيفي والتفاعلي وصفحات التواصل الاجتماعي يستطيع أن يزيد من مستوى تقدم موقع "سبق" وفرص المنافسة على القمة لدى الجمهور الإقليمي وليس الجمهور المحلي فقط.
 
هيسبريس .. محتوى فريد
ننتقل إلى موقع هيسبريس المغربي الذي وصل ترتيبه عالمياً حسب ترتيب إليكسا إلى المركز 688 في العالم، ورقم 4 لدى الجمهور المغربي، والموقع أطلق في فبراير 2007، واعتمد في البداية على المحتوى المكثّف، ولكنه عاد ليركز على المحتوى النوعي الفريد، فنجده يميل أكثر إلى المدرسة الصحفية المحافظة التي تركز على المحتوى الصحفي الطويل والمتأني مثل: التحقيقات والتحليلات والملفات ومواد الرأي، ولم يعد يهتم كثيراً بالمواد الإخبارية السريعة ولذلك نجد حجم التحديث في الموقع يتراوح بين "5 –10" مواد في الساعة في أوقات الذروة، ويعتمد الموقع على  أنه يجتذب الجمهور النوعي الذي يبحث عن الملفات الدسمة حول ما يدور في الشأن المغربي، وأن هذا الجمهور لن يجد ما يريده سوى في "هيسبريس"، فإذا أردت أن تقرأ المواد الصحفية التي تميل إلى الجانب التحليلي ومواد الرأي فيجب أن تطالع موقع "هيسبريس"، وإذا أردت أن تتعرف على أهم القضايا التي تثير جدلاً في المملكة المغربية فعليك متابعة الملفات الصحفية في هذا الموقع.
 
ونلاحظ في إحصائيات "هيسبريس" أن عدد الصفحات التي يتم قراءتها يومياً الزائر الواحد تصل إلى  3.8 وهو عدد أقل من عدد الصفحات التي يتم قراءتها في موقع "سبق" السعودي، وذلك أيضاً نتيجة قلة كثافة المحتوى، ويستمر القارئ في الموقع نحو 7.6 دقيقة، الأمر الذي يؤكد حاجة قارئ هيسبريس إلى مزيدٍ من المحتوى، حيث إنه يلتهم كل المواد المقدمة في الموقع ويبحث عن المزيد فلا يجد.
 
على شبكات التواصل الاجتماعي يظهر أن حجم المحتوى مرتبط بحجم المتابعين على تويتر، لأن جمهور تويتر ينجذب دائماً إلى المحتوى الإخباري فنجد أن هيسبريس يتراجع عدد المتابعين فيها إلى 261 ألفاً على الرغم من أن عدد المعجبين على فيس بوك يصل إلى مليون و810 آلاف، وبالمقارنة بين عدد المتابعين على سبق السعودي الذي يتعدى الثلاثة ملايين يتضح المزاج العام لجمهور تويتر، ويكشف أكثر حاجة "هيسبريس" إلى تحقيق توازن بين المحتوى الإخباري والمحتوى التحليلي.
 
"الوطن نيوز".. أجندة القارئ  
نأتي للنموذج المصري وهو "الوطن نيوز" وهنا اخترنا الوطن نيوز ولم نختر "اليوم السابع" على الرغم من أن "اليوم السابع" أقدم على شبكة الإنترنت، وذلك لأن المحتوى المحلي في "الوطن نيوز" يفوق المحتوى المحلي في "اليوم السابع" كما أن نسبة القراء في الوطن نيوز من المصريين تفوق نسبة القراء في اليوم السابع، حيث يصل نسبة قراء الوطن نيوز من المصريين 67 % بينما نجدهم في اليوم السابع 62 % وذلك نتيجة اهتمام اليوم السابع بتقديم محتوى يركز أكثر على الجمهور الإقليمي خارج الحدود المصرية، أما الوطن فركّز كثيراً على الجمهور المصري وتوجهات الرأي العام والقضايا التي تهم الشارع المصري.
 
نعود للمقارنة بين "الوطن نيوز" والمواقع العربية الأخرى فنجد موقع الوطن هو الأحدث بين المواقع الثلاثة وعلى الرغم من ذلك هو الأكثر قدرة على فرض شخصيته الصحفية وتصديرها بشكلٍ مستمر لجمهوره، فنجده منذ البداية يمشي على خط تحريري واضح من ناحية الاهتمام بالجانب التفاعلي ومتابعة أحدث آليات وأدوات صحافة "الويب" وتقديم المحتوى بما يتناسب مع جمهور الإنترنت؛ لذلك فنجده تميز بتكثيف ملفات "الأنفو فلاش" و"الأنفوجرافيك" واستيعاب ثقافة تصفح المواقع الإلكترونية التي لا تفضل كثيراً القراء لموضوعات "التكست" وينجذبون أكثر إلى ملفات المالتميديا، ولذلك اهتم الوطن أكثر بهذه الملفات فنجد دائماً هناك "فيديوهات حصرية" وملفات صور لم تنشر إلا في "الوطن".
 
وعلى الرغم من اهتمام "الوطن نيوز" بالمحتوى الحصري، إلا أنه لم يبتعد كثيراً عن التكثيف الإخباري من المحتوى فنجد حجم المحتوى يتراوح بين "40 – 50" مادة في الساعة في أوقات الذروة،  ونلاحظ أنه اهتم في محتواه بوضع الجمهور المحلي في المقدمة فنجد في معظم أبوابه النسبة الأكبر من الأخبار والموضوعات الصحفية بما تتناسب مع اهتمامات الجمهور المصري وقضايا الشارع، ويظهر ذلك في باب مثل : "الدولة" و"تغطية خاصة"، كما استقطب نخبة من كتاب الرأي الأشهر في مصر، وعلى الرغم من حجم المحتوى الكبير إلا أنه اهتم كثيراً بالموضوعات الحصرية، ولذلك نجد موقع "الوطن نيوز" من ناحية المحتوى في منطقة وسط بين "هيسبريس" المغربي المهتم بالمواد الحصرية والطويلة والملفات التحليلية، وبين "سبق" السعودي المهتم بالمحتوى الإخباري بالتركيز على الجانب المحلي.
 
من ناحية شبكات التواصل الاجتماعي نجد أن جمهور موقع "الوطن نيوز" على فيسبوك هو الأكثر بين المواقع الثلاثة حيث يصل إلى  مليونين و460 ألفاً فيما يصل عدد المتابعين له على تويتر إلى 521 ألفاً، أما قناة الموقع على يوتيوب يصل عدد المشتركين بها إلى  263 ألف مشترك، وهو العدد الأكبر من المتابعين بالمقارنة بالمواقع الثلاثة، وذلك نتيجة أن "هيسبريس" و"سبق" لم يقدما محتوى جديداً من الفيديوهات على قناتهم على "يوتيوب".
 
من خلال هذا العرض نصل إلى أن هناك ثلاثة نماذج تقدم كل واحدة منهم مدرسة مستقلة بذاتها من عالم الصحافة والإعلام الجديد الذي يبحث عن جذب أكبر عددٍ ممكن من الجمهور المحلي، والعنصر المشترك في تميز النماذج الثلاثة أنهم استطاعوا وضع أجندة لاهتمامات الجمهور المحلي وقراءة أولوياته وتحديث سياستهم التحريرية وفق هذه الأجندة، فأصبح كل نموذج منهم يمثل "صحيفة شعب online".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org