"الهيئة".. حارسة الفضيلة!

"الهيئة".. حارسة الفضيلة!
"هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" لم تكن حديثة عهد، بل إنها نشأت وترعرعت منذ ظهور الإسلام، وجاءت ضمن رسالة الرسل - عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم - ثم طُبقت في عهد الخلفاء الراشدين، ثم طُورت وتبلورت في عهد الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - واستمرت حتى يومنا الحاضر، تؤدي رسالتها على أكمل وجه.
 
لقد قدَّم العاملون في الهيئة جهداً مميزاً، حافظ على عاداتنا وتقاليدنا الإسلامية، وحفظ لنا ولأسرنا الأمن والاستقرار؛ فبتنا ننعم بمجتمع محافظ، قلَّ أن نجد مثله في أي دولة من دول العالم؛ فشوارعنا خالية من الذين يتعاطون المسكر والحشيش والمخدرات، وقد يعبر أحدنا الشارع في ساعات متأخرة من الليل وهو مطمئن البال؛ فلا أحد يقترب للنيل منه، سواء بالسرقة أو غيرها، ونساؤنا يعبرن الشوارع ويذهبن للأسواق ويعُدن منها دون أن يتعرضن لأي مكروه، والمحال التجارية تقفل أبوابها في أوقات الصلاة ليتجه الناس إلى المساجد لأداء ما افترضه الله عليهم، ثم يعودون لأعمالهم بعد انقضاء الصلاة امتثالاً لقوله تعالى {فإذا قُضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله...} الآية/ سورة الجمعة.
 
لقد لاحظ الكثيرون منا الفرق بين ما تنعم به بلادنا - أعزها الله - والبلاد الأخرى التي نشاهد فيها نساء كاسيات عاريات، ونشاهد المخالفات الشرعية على مرأى ومسمع من الناس بين الشباب والشابات، دون أن يستطيع أحد المساس بحرياتهم! وعندما ينتابك شعور بالاستغراب من ذلك الانفلات يُقال تلك حريات شخصية! ونشاهد أيضاً أشخاصاً يترنحون يمنةً ويسرةً من متعاطي المسكر أو الحشيش أو المخدرات؛ فكل شيء متوافر، وفي متناول الجميع، والشوارع مكتظة بمحال بيع وترويج هذه الآفات - والعياذ بالله - حتى أننا نرى صغار السن بين هؤلاء المنحرفين وقد تأثروا بهم؛ فيقعون فريسة لأهوائهم ورغباتهم الشيطانية.. وعندما نزور الشواطئ نرى العجب العجاب من المناظر التي تقشعر منها الأبدان، ولا يرتضيها لأهله كل من لديه ذرة من غيرة أو إيمان. 
 
إننا في نعمة يغبطنا عليها الكثيرون، وهم يخططون لنا لنقع فيما هم فيه واقعون، لكن الله معنا بأن سخَّر لنا من أنفسنا حراساً للفضيلة، يحافظون على عاداتنا وتقاليدنا الشرعية. ولا ننكر أن هذا العمل الجليل ليس متعلقاً بالهيئة فقط؛ فهناك جهات أمنية وقضائية وغيرها تشارك في هذا الجانب، وجميعهم حراس للفضيلة.
إن الواجب يحتم علينا مناصرة رجال الهيئة، والوقوف إلى جانبهم لتأدية عملهم على الوجه المطلوب، وألا نعمم ما يرتكبه بعض الأشخاص المحسوبين على الهيئة من أخطاء؛ فلقد رأينا خلال الأيام الماضية هجمة شرسة ممن استغل حالة فردية للبريطاني وزوجته مع بعض رجال الهيئة استغلالاً سيئاً؛ فنفث سمومه في كل اتجاه، ولم يقتصر نقده على الأشخاص الذين افتعلوا المشكلة، بل حمّل الجميع المسؤولية، وصوّر كل ما في الهيئة أنه قبيح، وحاشا لله أن توصف بذلك. وإذا كان هناك من يكرههم فأهدافهم باتت مكشوفة للجميع، وهم قلة، ولا يقارنون بمن يحبهم، ويدعو لهم بالثبات.. ونتمنى منهم أن يكونوا عند حجم المسؤولية، وأن يتخذوا من أخطاء الماضي دروساً يتعلمون منها كيف يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على الوجه الصحيح. نسأل الله أن يحفظ لنا أمننا وإيماننا.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org