ما بعد تتويج النصر..!!

ما بعد تتويج النصر..!!
لا أعرف إلا ترتيب النصر أولاً، ثم الهلال ثانياً، مع نهاية تتويج النصر ببطولة الدوري. فعدم معرفتي بترتيب الفرق الأخرى بالشكل الصحيح بسبب متابعتي العادية لمجريات الدوري السعودي. ودرجة اهتمام المجتمع بمتابعة المسابقات الرياضية تختلف، لكن - بالتأكيد - نتفق جميعاً على تميُّز الدوري هذه السنة بمستوى تعصُّب كبير جداً، وبتغذية غير مهنية من بعض البرامج وضيوفها، وما يُكتب من البعض عبر تويتر.
وصول النصر لمنصة التتويج شيء طبيعي، وباستحقاق لا ينكره أحد، مثلما وصل نادي الفتح العام السابق، وحقق مستويات أيضاً رائعة. وربما نرى في الموسم القادم فريقاً آخر، يحقق ما تعجز عن تحقيقه الفرق الجماهيرية أيضاً. أي أن التنافس الرياضي مفتوحٌ للكل، وبمستوى يحقق أهدافاً سامية، ترتقي بالرياضة لمستوى يحقق للمجتمع فوائد تصب في مصلحة الوطن.
بعض الآراء في البرامج التلفزيونية والتغريدات قد تعطي بعض الشباب تساهلاً في إقصاء الطرف الآخر وتوصيفه بكلمات لا يقرها ديننا الحنيف، ولا مستوانا الأخلاقي، بل تحفز لديهم التساهل في الاعتداء باللفظ على المنافس. وهنا تكمن الخطورة أخلاقياً.
بالتأكيد، لو حدث ما لا تُحمد عقباه ستجد من كان يغذي التعصب أول الناس المستنكرين، الذين ينادون بنبذ التعصب، والمحافظة على اللحمة المجتمعية بين الأفراد. ورغم أن الاختلاف في الآراء ظاهرة جيدة، وحق مشروع، لكن في حدود الأخلاقيات العامة فقط.
 ومن أساسيات تقدم الشعوب إعادة تقييم برامجها المجتمعية والمؤسسية بدراسة الإيجابيات والسلبيات، والعمل بشكل جاد على استباق المشاكل والكوارث قبل وقوعها. ولأننا على مشارف الانتهاء من موسم رياضي حافل بكل ما هو سلبي وايجابي، نرى ضرورة تقييم مستوى التعصب لدينا، ووضع معايير من خلالها يمكن إيقاف كل معتدٍ أو مغذٍّ للتعصب. كتبتُ سابقاً مقالاً بعنوان "الدوري السعودي وسوء التربية"، وهنا أكرر أهمية تسليط الضوء على المشكلة، وإشراك مؤسسات وجهات متعددة، تعاني من سلبيات التعصب وأثره السيئ على النشء والشباب؛ لمحاصرة السلبيات، وإعادة توجيه تعزيز ثقافة الاحترام والتنافس الشريف بين الأفراد، التي لا بد أن تكون بدور فعال من مؤسسات عديدة، تعمل كمنظومة متكاملة لتعزيز أهمية الاحترام وأخلاق الاختلاف.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org