حزب الله في نسخته اليمنية

حزب الله في نسخته اليمنية
الحركة الحوثية هي امتداد للفكر الإمامي الاثني عشري، الذي عاد على مسرح الحياة السياسية بقيام الثورة الإيرانية عام 1979م بقيادة الخميني، وكان مبدأ تصدير الثورة الإيرانية وراء الحركة الحوثية، استناداً إلى العلاقة القوية التي تربط الثورة الإيرانية مع العائلة الحوثية في اليمن، والتي زادت بقوة عقب إقامة المرجع بدر الدين الحوثي في طهران وقم.
 
وهذا البعد العقدي، هو ما يضفى خطورة أكبر على الأحداث والصراعات المسلحة، التي يكون أحد طرفيها جماعة الحوثي، فهي لا تقاتل فقط من أجل مكاسب سياسية أو قبلية أو حتى اقتصادية، بل لها أجندتها العقدية التي تقاتل من أجلها، وتسعى لفرضها على اليمن.
 
فهي تواجه أهل السنة على خلفية صراع إيديولوجي وعقدي، وكان قرار إخراج السلفيين وطلبة العلم من دماج بضغط من الحوثيين، بخلفية عقدية كذلك، فهي تريد ساحة مهيأة وفارغة من الأبعاد العقدية والإيديولوجية، حتى تتمكن من فرض ونشر مذهبها الإمامي.
 
كما نجد أن مواجهاتها مع القوى القبلية تنطلق من ذات الأهداف، وهي كسر القوى التي تتحكم على الأرض في مصير اليمن، سياسياً وعقدياً، لأن فرض المواقف الإيديولوجية سيتبعه كذلك فرض الوجود السياسي، ولو بالقوة، على نحو ما أحدث الصفويون في إيران من إجبار أهل إيران على تغيير مذهبهم السني، والسيطرة على مقاليد الأمور والحكم السياسي في البلاد بعد ذلك.
 
وحاصل الأمر أننا بصدد استنساخ للتجربة الصفوية في اليمن، بصورة تناسب طبيعة الأوضاع اليمنية والخليجية، وهو الأمر الذي نراه يترك تداعيات شديدة الخطورة على أكثر من محور، في مقدمتها المحور اليمني ذاته، عندما ينسلخ اليمن من الإطار العربي السني، إلى الصفوي الفارسي.
 
والمحور الثاني، الخليجي، إذ إن مجرد نجاح تلك التجربة، سيعني أن اليمن سيكون شوكة في خاصرة الدول العربية الخليجية، وفي مقدمتها السعودية التي دخلت في حرب سابقة مع الحوثيين، نظنها كانت مجرد اختبار لما يمكن أن تحمله الأيام الحبلى بالمتغيرات الجغرافية والعقدية والسياسية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org