"فيسبوك" "واتساب": أين نصيبي من الصفقة؟!

"فيسبوك" "واتساب": أين نصيبي من الصفقة؟!

تم النشر في
سمعنا مؤخراً عن استحواذ شركة "الفيسبوك" على تطبيق "الواتساب" والتي قُدِّرت بـتسعة عشر مليار دولار أي بمبلغ يفوق السبعين مليار ريال. عدد مستخدمي التطبيق 450 مليون مستخدم تقريباً، وبافتراض أن كل مستخدم اشترى التطبيق بـ 0.99$ فالمجموع 450 مليون دولار فقط أي أقل من واحد في العشرين من قيمة الصفقة، بغض النظر عن إتاحة التطبيق بشكل مجاني لفترات طويلة خلال السنة، وأيضاً شراء التطبيق من قبل المستخدم تمنحه ثلاث نسخ مجانية بإمكانه إهداؤها لأي شخص آخر.
 
هناك تساؤل يُطرح: هل تعجز شركة كـ"الفيسبوك" ذات قيمة سوقية تفوق الـ 134 مليار دولار وعائد سنوي يفوق الثمانية مليارات دولار، وعدد مستخدمين يفوق المليار وربع المليار عن إنشاء تطبيق شبيه بـ"الواتساب"، ومن ثم إعلانه عن طريق شبكاتها الاجتماعية "الفيسبوك" و"الانستقرام"؟! بسعر لن يكلفها مليار دولار بدلاً من شراء "الواتساب" بتسعة عشر مليار دولار؟!
 
يقول بروفيسور قوانين الإنترنت بجامعة هارفارد د.جوناثان زيترين (jonathan zittrain): "إذا وجدت خدمة مجانية على الإنترنت، فتأكد أنك أنت السلعة ولست العميل". مبيعات الإعلانات في المواقع المجانية مثل "الفيسبوك" و"تويتر" وغيرها وأيضاً على مستوى القنوات الفضائية تزيد قيمتها بزيادة عدد المتابعين، فنجد أنفسنا هنا السلعة التي تُباع وتشترى من دون أن نعلم.
 
شركة "الفيسبوك" لا تباريها شركة في انتهاك خصوصية المستخدمين ومن ذلك على سبيل المثال لا الحصر (جميع محتويات الفيسبوك ملك للشركة، ولها الحق في بيعها أو استخدامها دون إذن صاحبها) فبذلك يحق للشركة استخدام صورك أو معلوماتك في إعلاناتها دون الرجوع إليك. وهناك أيضاً دعوى قائمة ضد "الفيسبوك" بالاطلاع على الرسائل الخاصة والتربح من خلال منحها للمعلنين والمسوقين وربما أيضاً للحكومات. يقول مارك زوكربيرج شريك مؤسس الفيسبوك في حديث عن الخصوصية: "زمن الخصوصية انتهى". لذلك هنا تساؤل آخر: ما هي السلعة التي تم بيعها لشركة "الفيسبوك"؟
 
إجابة عن هذه التساؤلات من وجهة نظري: أن ما تم شراؤه بهذا المبلغ الطائل هو كمية المعلومات الموجودة على سيرفرات "الواتساب" منذ العام 2010 إلى الآن، أي ما يقارب الأربع سنوات من كميات مهولة من البيانات يتم تداولها بين المستخدمين وحفظها على سيرفرات "الواتساب" منها ما هو عام ومنها ما هو خاص. هذه المعلومات هي ما جعلت "للواتساب" قيمة لشركة شغوفة بانتهاك خصوصيات المستخدمين للتربح من خلالها. فما تم بيعه هو معلوماتي ومعلوماتك دون الرجوع إلينا. فكم نصيبنا من تلك الصفقة؟؟
 
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org