الاقتصادي "الجبيري": مازالت السعودة رقمية منذ أكثر من ربع قرن

قال لـ"سبق" إن تجربة القطاع العام والتدريب التقني جديرة بالاهتمام
الاقتصادي "الجبيري": مازالت السعودة رقمية منذ أكثر من ربع قرن
فهد العتيبي- سبق: حذّر الباحث الاقتصادي والإعلامي عبدالرحمن بن أحمد الجبيري، من ضعف المستوى الرقابي على برامج توطين الوظائف في القطاع الخاص، وقال لـ "سبق": "من خلال علاقتي الممتدة ببرامج توطين الوظائف في القطاع الخاص؛ لا تزال الفجوة شاسعة بين الواقع والمأمول، والتدابير التي اتخذتها وزارة العمل في هذا الشأن إيجابية، لكن ما يعاب عليها الرقابة الفعلية في الميدان، ذلك أن الاكتفاء بالرقابة الرقمية مختلف تماماً عن الواقع، بل أصبحت الشركات هي المستفيد الأول في تغطية تكاليف الموظف من صندوق تنمية الموارد البشرية، وفي نفس الوقت تحقيق نسبة السعودة المطلوبة، والضحية هو الموظف الذي يتطلع إلى مسار وظيفي وحضور فعال في سوق العمل".
 
وأضاف أن الكثير من الشركات تعمل تحت غطاء التدريب على رأس العمل، وهو طريقة جديدة للتحايل تستهدف طلاب الكليات والجامعات بوعود مستقبلية بعد التخرج، مع إدراج أسمائهم تحت ذلك الغطاء في نسب السعودة والتأمينات الاجتماعية.
 
وشدد الجبيري على انحراف منهجية التدريب المنتهي بالتوظيف عن المسار الصحيح، وهو المسار العالمي المعمول به في أغلب الدول المتقدمة، والذي يهدف إلى تمكين الشباب من اكتساب مهارات وظيفية عملية، ويخضع البرنامج لرقابة قوية من جهات متعددة، كما أنه تتم عملية التقييم المستمر والتطوير والمراجعة بما يضمن التوازن والمنفعة الفعلية للطرفين.
 
وأكدَ أنه وعلى الرغم من المحاولات اليائسة عبر أكثر من ربع قرن لعلاج قضايا توطين الوظائف في القطاع الخاص، لازالت التحديات كبيرة، ومن أهمها: القناعات بين طرفي المعادلة، وهي أكبر تحد مهمل، إضافة إلى تحديين آخرين هما: "الخلل التنظيمي المتعلق بتوصيف الوظائف والمسار الوظيفي" و"انخفاض مستوى الأمان الوظيفي في أغلب شركات القطاع الخاص". 
 
وناشد الجبيري بتحقيق عمليات الإحلال المباشر، والذي انتهجه القطاع العام ونجح فيه بشكل كبير منذ بدايات العام ١٤٠٧هـ، مع خلق فرص التدريب الكافية بعد ذلك على رأس العمل، مشيراً إلى أن هناك طريقة فعالة جداً، وهي تجربة المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني ببناء شراكات إستراتيجية مع القطاع الخاص، والتي تهدف إلى أن يكون للقطاع الخاص دور أكبر في برامج التدريب والتوظيف، حيث تتولى المؤسسة إنشاء المعاهد الخاصة بذلك وتجهيزها، ويشارك القطاع الخاص بالتشغيل وتوفير المدربين المتميزين والبرنامج التدريبي، واشتراط التوظيف في ذات الشركة بعد التخرج.
 
وتساءل الجبيري في ختام حديثه عن المدة الزمنية المتوقعة ليكون القطاع الخاص الخيار الأول لمخرجات التعليم، وقال إن الوقت لازال طويلاً أمام الشباب للتوجه إليه لانعدام الحوافز والثقة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org