محليات
لغة الحوار بمواقع التواصل.. تراشقات واتهامات بين أطياف المجتمع
مشاركو الحوار الوطني: لا بد من سَنّ تنظيم يُجرِّم الكراهية والعنصرية
عبدالله البارقي - سبق - جدة: خطوة جديدة قدمها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني؛ إذ حضرت التصنيفات الفكرية بين السلبية والإيجابية، ودوافع التصنيفات الفكرية ومحركاتها، وانعكاسات التصنيفات الفكرية على السِّلْم الاجتماعي والوحدة الوطنية، وكيف نعزز وحدتنا الوطنية في إطار التنوع الفكري في مجتمعنا السعودي. واتفق المشاركون على أن لغة الحوار بمواقع التواصل الاجتماعي تحتوي على تراشقات واتهامات بين أطياف المجتمع.
تلك الإبداعات انساقت من المشاركين والمشاركات الـ65؛ ليضعوا عصارة فكرهم، ولتتوالى شواهدهم حول تلك التصنيفات، التي ظهرت في المجتمع السعودي، وبدأت تهدد الوحدة الوطنية.
وارتقى المشاركون بجمال الأطروحات في التنوع الفكري لمحاربة تلك التصنيفات التي تصل إلى تصحيح المسار، وتصويب المفاهيم التي اختلط فيها الصواب بضده؛ لكي لا تسفر هذه التصنيفات إلى تكوين تكتلات وتحزبات يبغض بعضها بعضاً، بما قد يقود - لا قدر الله - إلى التصادم بين أبناء المجتمع الواحد الذي يشكّل خطراً على مصالح الوطن والمواطنين.
وعبَّر المشاركون والمشاركات الـ65 عن عدم ارتياحهم لما تتداوله وسائل التواصل الاجتماعي من تراشقات واتهامات، تصل إلى لغة غير مقبولة بين مختلف أطياف ومكونات المجتمع السعودي، وأكدوا أن تهذيب لغة الحوار عبر هذه الوسائل مسؤولية أسرية تربوية إعلامية مجتمعية مشتركة. وطالب المشاركون بسَن تنظيم يقنن إجراءات جزائية ضد الكراهية والعنصرية والتعدي على حقوق وحرمات الآخرين.
ويرى المشاركون والمشاركات أهمية الخروج برؤية وطنية شاملة حول كيفية تجنُّب التصنيفات الفكرية السلبية والإقصائية التي تمس السلم الاجتماعي ومعوقات الوحدة الوطنية، وتعمل على إشاعة قيم الوسطية والاعتدال والتسامح بين جميع مكونات المجتمع السعودي.
ولفتوا إلى أنه يجب أن يتم تكوين فريق عمل من المفكرين والمهتمين بالشأن العام بإشراف المركز لصياغة هذه الرؤية ضمن منطلقات وأهداف وآليات، يمكن تحقيقها على أرض الواقع، وإقامة الحملات الوطنية "الإعلامية والتوعوية"، التي تهدف إلى نشر ثقافة الحوار الإيجابي وأدب الاختلاف.
واقترحوا أن يقوم المركز بتنسيق ذلك مع وزارة التربية والتعليم ووزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ووزارة الثقافة والإعلام، وقدموا مجموعة من الأفكار والمقترحات والتوصيات.
وأشار نائب الأمين العام للمركز الدكتور فهد بن سلطان السلطان إلى أنه استمراراً لبرنامج مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لمناقشة قضايا الخطاب الثقافي السعودي، التي خصص منها اللقاء الثالث بمحافظة جدة واللقاء السابع بمدينة الرياض عن التصنيفات الفكرية تحديداً، فقد عقد المركز لقاءه الحواري الفكري الثامن بعنوان "التصنيفات الفكرية وأثرها على الوحدة الوطنية"، بحضور نخبة من المهتمين بالشأن الفكري والوطني.
وناقش المشاركون محاور اللقاء الآتية (التصنيفات الفكرية بين السلبية والإيجابية، دوافع التصنيفات الفكرية ومحركاتها، انعكاسات التصنيفات الفكرية على السِّلم الاجتماعي والوحدة الوطنية وكيف نعزز وحدتنا الوطنية في إطار التنوع الفكري في مجتمعنا السعودي).
وفي ختام اللقاء أعرب المشاركون والمشاركات عن شكرهم لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولسمو ولي عهده الأمين ولسمو النائب الثاني- حفظهم الله - على الدعم والرعاية.
كما رفع المركز شكره وتقديره لأمير منطقة مكة المكرمة، الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، على الدعم والمساندة لعقد اللقاء، وإلى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة.