حكيم العرب.. التاريخ لن ينساك يا خادم الحرمين!!

حكيم العرب.. التاريخ لن ينساك يا خادم الحرمين!!
تم النشر في
لعل قمة الرياض التي انعقدت مساء الأحد 16 نوفمبر الجاري برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - جاءت في الوقت المناسب، وأثمرت مخرجات نحن في أمسّ الحاجة إليها، وعالجت قضايا مهمة كانت عالقة، لن يعالجها أحد غير قادة دول المجلس، وطوت صفحات مؤلمة، انعكس أثرها السلبي على دول الخليج أمنياً واقتصادياً، وفي مختلف جوانب الحياة؛ إذ إن التوترات والرواسب التي ظلت تسود علاقة قطر مع دول المجلس كانت بدايات لمظاهر غير حميدة ولا محمودة، ولكن قمة الرياض الاستثنائية جمعت أقطاب الخليج في ليلة سادها الود، واحتوتها الألفة، وتغلبت فيها المصالح الحقيقية لدول المجلس وشعوبها؛ إذ تم الاتفاق على فتح صفحة جديدة في العلاقات الخليجية، وإنهاء الخلاف مع قطر، مع التزام الدوحة بتنفيذ اتفاق الرياض الذي أقر عبر وزراء خارجية دول المجلس في وقت سابق، وأن القمة الخليجية ستعقد الشهر المقبل في الدوحة كما هو مقرر لها من قبل، وهذه بشارة طيبة، وفاتحة خير على كل دول المجلس بإذن الله.
هذه الجهود قادها حكيم العرب صاحب القلب الكبير، رجل الإنسانية الأول، ومحب الخير لشعوب الأرض، فضلاً عن دول المجلس والدول العربية والإسلامية قاطبة، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز؛ إذ تصب جهوده دائماً في مصلحة وحدة دول المجلس، وتحقيق مصالحها ومستقبل شعوبها. ويُعد إعلان الرياض إيذاناً بفتح صفحة جديدة في علاقات مجلس التعاون لدول الخليج، ومرتكزاً قوياً لدفع مسيرة العمل المشترك والانطلاق بها نحو كيان خليجي قوي ومتماسك، ولاسيما في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها المنطقة، والتي تتطلب مضاعفة الجهود والتكاتف لحماية الأمن والاستقرار فيها، والعمل بيد واحدة لمواجهة التحديات؛ لينطلق قطار الخليج عبر القضبان إلى مساراته الطبيعية محققاً تطلعات وطموحات شعوب دول المجلس.
 
حكيم العرب دائماً يلملم الأمور، ويفتح قلبه الكبير لكل الأطراف، ويقدم المصلحة العامة على المصلحة المحلية، ليس في إطار دول مجلس التعاون الخليجي وحسب. وقد شهد العالم ذلك على الصعيد العربي والإسلامي والدولي؛ فقد حباه الله قلباً رحيماً وعقلاً حكيماً وقدرة على احتواء الأوضاع، وإقناع مختلف الأطراف، ومواجهة القضايا والمشكلات بالحكمة والرأي السديد الذي لا يجد الناس أمامه إلا الإعجاب والموافقة والقبول؛ لأنه رأي حكيم يستصحب المصالح الحقيقية، ولا يرجع إلى الوراء، بل يستشف المكاسب من خلال التخطيط للمستقبل وطي صفحات الماضي مهما كان إيلامها، ومهما كانت رواسبها.
 
حكمة الملك عبد الله لم تكن قاصرة على السعودية على الرغم مما حمله مشروعه الحضاري من تطوير لمختلف القطاعات في الدولة، وما عكسه من حكمة ورؤية ثاقبة وتفكير عميق وأسلوب حديث في إدارة شؤون الدولة، ونظرة مستقبلية للاقتصاد الوطني وإدارة المال والسياسة والتوازن في العلاقات الخارجية وتوسعة الحرمين، وغيرها من المنجزات العملاقة التي بهرت العالم في فترة زمنية وجيزة، بل تعدى ذلك إلى محيطنا الخليجي والعربي والإسلامي؛ فمنه يتعلم الناس معنى حب الخير ولغة التسامح ولين الجانب ورقة القلب. وما نتج من قمة الرياض الأخيرة يجسد الحكمة والقلب الكبير والرأي السديد لحكيم العرب الذي يسجل التاريخ منجزاته ومواقفه الراسخة في صفحاته البيضاء بأحرف من نور.
بإذن الله قمة الرياض ستتبعها خطوات على الدرب ذاته، تصب في مصلحة شعوب دول المجلس. وإن الأيام القادمة - بإذن الله - حبلى بالخير الكثير، وستحمل البشرى لكل أبناء دول الخليج باجتماع اللحمة، وإزالة سحابة الصيف العابرة، وإعادة الأمور إلى نصابها. والتاريخ يعلمنا دائماً أنه لن يخيب قوم يتولى أمورهم العقلاء والحكماء وأهل الرأي. حفظ الله دول مجلس التعاون في لحمة وإخاء ووحدة ووئام، وحفظ أمنها واستقرارها، وحفظ قادتها، وحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حكيماً وزعيماً وقائداً، وجعل عقله وحكمته ورأيه السديد ذخراً للأمة جميعاً، وحفظ بلادنا من كل سوء، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org