وأنت أيضاً في قلوبنا

وأنت أيضاً في قلوبنا
رحمك الله رحمة واسعة، لم تدخر وقتاً أو جهداً أو مالاً إلا وقدمته للأمة ولإخوانك المواطنين، الكل أحبك واحترمك بمَن فيهم خصومك، والكل كان يواصل الدعاء لك بالشفاء، والكل كان حريصاً على الاطمئنان على صحتك، وهو اليوم يدعو لك بالرحمة والمغفرة والعتق من النار.
 
كان قلبك ينبض بحب شعبك وكانت كلماتك نبراساً يضيء للآخرين طريقهم ودواءً يعالج أسقامهم، كنت تحنو على الصغير والكبير وترحب بالرجال والنساء وتقدم المشاريع والبرامج المختلفة لأبناء وطنك يوماً بعد يوم، فلا يكاد يمر وقتٌ إلا ونراك تدشّن أحد المشاريع الجبارة التي تنطلق في إحدى مدن المملكة.
 
كان الناس إذا رأوك ابتهجوا وفرحوا برؤياك، فقد كنت لهم الأب والأخ، وكنت تفتح بيتك لتستقبلهم وتسمع منهم، ولن ينسى أحباؤك مجلسك المبارك العامر الذي كان يبدأ بالقرآن الكريم، ثم كلمة تذكير ووعظ، ثم تَلَقي طلبات المواطنين، ولن ينسى أحباؤك زياراتك المتفرقة لتفقد أحوالهم بما في ذلك زيارتك لمنازل بعض المواطنين، ولن تنسى الأمة الإسلامية ما قدمته لها من مشاريع جبّارة، وفي مقدمتها توسعة الحرمين الشريفين التي تعد أكبر توسعة في تاريخ الحرمين، ولن ينسى العالم أجمع حرصك على الوحدة، ورفضك الفرقة، ولو كان ذلك بين أصحاب ديانات مختلفة، وذلك من خلال دعواتك المتواصلة للحوار بين أتباع الديانات، فالكل يجمع ويؤكّد دورك العظيم في نصرة الإسلام والمسلمين، والكل يجمع على حبك للحق وتأييدك له أينما كان، وحرصك على نصرة المظلوم.
 
لن ينسى أبناؤك كلماتك التي نطق بها قلبك قبل لسانك وأنت تقول (يعلم الله أنكم في قلبي أحملكم وأستمد قوتي من الله ثم منكم فلا تنسوني من دعواتكم)، فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم، أن يتقبلك في الصالحين، وأن يغفر لك ويرحمك ويجعل الجنة مثواك، وأن يوفّق الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير مقرن بن عبد العزيز، ويجعلهما خير سلف لخير خلف، ويرزقهما البطانة الصالحة التي تعينهم على إدارة شؤون البلاد والعباد. "إنا لله وإنا اليه راجعون".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org