صفارات إنذار.. مرة أخرى!!

صفارات إنذار.. مرة أخرى!!
بقدر خطورة ما ورد قبل عام على لسان مسؤول عسكري كبير بسلاح الطيران الروسي، وما وصفه بخطط بلاده المعدة مسبقاً لضرب الرياض! على خلفية نصرة السعودية لثورة الشعب السوري على نظام بشار حليفها الاستراتيجي، كفرضية لمرحلة من مراحل تطورات الأوضاع على الساحة السورية المرشحة لتطول ما جاورها من الدول، ومع ما أحدثه التصريح من بلبلة إعلامية آنذاك، إلا أنه لم يحمل تهديداً جدياً يستدعي التأهب، ولم تُستبعد خطورته بالمطلق!
 فذاكرة السعوديين لا تزال تحفظ تهديدات ملالي إيران بقصف عاصمتهم الرياض ومناطق "مختارة" من السعودية أثناء حرب الخليج الأولى! تلتها تهديدات صدام حسين باستهداف مواقع القوات الدولية المشاركة في حرب تحرير الكويت من على الأراضي السعودية! نفذها بإرساله صواريخ "سكود" إلى العاصمة الرياض ومواقع بالمنطقة الشرقية، وكانت معركة "تقنية" متقدمة، حسمتها بطاريات صواريخ "باتريوت" لصالحها!
وقد فرض الواقع آنذاك على المجتمع السعودي الاستعداد لمواجهة تهديدات بحرب كيماوية، حذّر من شرورها الخبراء الاستراتيجيون! فهب الجميع للتعرف على أصوات صفارات الإنذار "لأول مرة"، وفَهم لغتها وشفراتها! ومعرفة سُبل الوقاية والتخفيف من آثار الغازات السامة، إضافة إلى تلقي طرق الإسعاف الأولي والإنقاذ!
وفي الجانب الساخن، كانت جحافل الشباب والرجال تتسابق باتجاه ميادين التطوع والتدرب على حمل السلاح للذود عن حياض الوطن.
 
وبانتهاء الحرب وأزماتها عدنا جميعاً لنسترخي ونستبعد أية مخاطر محتملة في وضع كالذي يعيشه خليجنا وشرقنا الأوسط، وكأننا في واحات لفها السلام!
 وإذا بالحرب ضد الحوثيين تفرض على وطننا مجدداً عدوًّا أتانا من مأمن، وبلد نبادله حسن الجوار! فاستدعت تداعياتها إخلاء قرى الحد الجنوبي من ساكنيها، واستحداث مجمعات سكنية لاستيعابهم!  
 تجارب ودروس الأمس لا نرى أثرها على قوائم اهتمامات المعنيين بخطط ومشاريع استكمال البنية التحتية على ضوء المعطيات والأوضاع والتحولات السياسية الخطيرة، التي يشهدها العالم، ومنه الشرق وخليجنا العربي خاصة!
 فصفارات الإنذار باتت من الماضي الذي تآكل بالصدأ! وذاكرة المواطن لم تعد بالتقادم تسعفه لتمييز شفرة صفيرها! وخططنا الهادفة لتلبية احتياجات الوطن والمواطن لم تتسع لبناء ملاجئ جماعية في المدن والمجمعات السكنية! كما هو حال كثير من الدول، ومنها إسرائيل! وخطط مواجهة الكوارث لا تفعَّل بما يكفي لمواجهة أي طارئ محتمل! وكأن الخبرات التي كسبناها من تداعيات أحداث كحرب الخليج الثانية قد تبخرت بفضل أمل في سلام ضل مساره!
ولا أروج فزاعة! حين أذكر بمتطلبات مواجهة الظروف والتحولات لبلد يحرص على تأمين أقصى حدود الطمأنينة والأمان للإنسان قبل الممتلكات والبنيان!
وما المانع من الأخذ بكل أسباب الحيطة في وطننا الذي ما فتئ يتلقى التهديدات "كلما دق الكوز في الجرة"!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org