آخر الدواء الحزم

آخر الدواء الحزم
تم النشر في
 
العملية العسكرية "عاصفة الحزم" والتي انطلقت بقيادة المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين في اليمن بعد التنسيق مع حلفائها، وفي مقدمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، ومشاركة 10 دول بينها دول الخليج، باستثناء سلطنة عمان جاءت بعد بذل تلك الدول جهوداً كبيرة لتسهيل الانتقال السلمي للحكومة في اليمن، غير أن الحوثيين استمروا في تهديد هذا الانتقال واحتلال المزيد من الأراضي اليمنية والمدن والأجهزة الحكومية.
 
وعلى الرغم من تلك الجهود على مدار الأشهر الماضية، إلا أن الحوثيين نقضوا جميع الاتفاقات وسعوا إلى الاستيلاء على اليمن، باستخدام كل وسائل العنف والإرهاب، كما قاموا بعزل الرئيس الشرعي وأعضاء وزارته وعاثوا في الأرض الفساد، مما استدعى بالرئيس اليمني أن يستنجد بدول الخليج للتدخل وإنقاذ اليمن من احتلال حوثي غاشم.
 
الحوثيين اليوم هم أداة يتم استخدامهم من قبل قوى خارجية للهيمنة على الجزيرة العربية، ومن يتأمل التوسع الذي يحدث من قبل تلك القوى يعرف تماماً أن ترك الحوثيين اليوم ليفعلوا ما يشاؤون في اليمن يعني تسليم اليمن في يد تلك القوى الإرهابية، خصوصاً بعد أن أصبحوا على مشارف عدن واستولوا على مطارها، فهؤلاء أنفسهم هم من استولى على جزر طنب الكبرى والصغرى المواجهة للإمارات، وهم أنفسهم من حرّكوا أذنابهم لإثارة البلبلة والاضطرابات في البحرين، وفي المنطقة الشرقية بالمملكة، وهم أنفسهم من سيطروا على العراق اليوم، ونشروا الميليشيات في مدنه؛ للقيام بالتصفيات العرقية، وهم من يسيطر منذ أمد بعيد على سوريا ولبنان، ولم يسلم من شر هؤلاء إلا "إسرائيل".
 
مع تغيير السلطة التي تم مؤخراً في اليمن فقد سعى بعض الخونة لعقد التحالفات للتمكين لهؤلاء للاستيلاء على المدن والثكنات العسكرية لكن "عاصفة الحزم" جاءت في وقتها وكانت هي آخر الدواء، فالحزم مع أمثال هؤلاء هو الحل الوحيد الذي يجدي، فلا مفاوضات ولا حوارات ولا تعايش يمكن أن ينفع معهم، فمعظمهم لا يفي بالعهود ولا المواثيق ومعظمهم يخون الأمانة ويجحد ويتمرد على من يحسن إليه ويستضيفه ويداويه، ولم نستفد من تلك الحوارات إلا مزيداً من التوسع والاحتلال من قبل تلك الميليشيات.
 
لقد أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية بأن أمن اليمن وأمن الخليج كل لا يتجزأ، كما أكدت هذه العملية العسكرية أهمية التعاون الأستراتيجي الخليجي العربي لحفظ أمن الخليج وحمايته من أي تهديد، وعلى الرغم من المحنة التي نعيشها اليوم من خلال هذا التهديد إلا أننا نأمل أن يكون في هذا خير ومنحة تؤكد وحدة وترابط دول الخليج وبعض الدول الأخرى ضد الأطماع الشريرة التي يسعى اليها بعض الأعداء. 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org