البرامج الحوارية والمسؤولية المجتمعية

البرامج الحوارية والمسؤولية المجتمعية
أصبحت البرامج الحوارية عصب الإعلام العربي في الآونة الأخيرة، مع تكاثر الأحداث السياسية اليومية والمتغيرات المتعاقبة اليوم بعد اليوم، أو إن شئت فقل الدقيقة بعد الدقيقة.
 
وللإعلام بشكل عام والبرامج الحوارية بشكل خاص دور بالغ الخطورة أمام الرأي العام المخاطب؛ فتارة يكون بكشف الحقائق وفضح الخبايا ومواجهة المسؤولين وصُناع القرار، وتارة أخرى يكون بالتضليل والتوجيه وصناعة الرأي العام وفقاً للمؤسسات والجهات المانحة والممولة لهذه البرامج.
 
وتكتسب الحوارات التلفزيونية أهمية خاصة بكل قوالبها التي تعرض من خلالها، حيث تلعب دوراً مهماً في الجانب التثقيفي عندما يتناول شخصية عامة علمية أو سياسية كما هو الحال في المقابلات الشخصية التي تسلط الضوء على تلك الشخصية.
 
أو من خلال طرح قضية يتناولها عدد من الحاضرين للحوار كأن يتعرض لجانب من جوانبها، أو عبر عرض وجهات النظر المختلفة المتضادة في قضية ما، كما هو الحال في المناظرات.
 
كما تكتسب الحوارات التلفزيونية أهميتها من خلال الخروج عن النمطية المتمثلة في الخطاب المباشر.
 
ويدرك صناع القرار دور الإعلام -وخصوصاً تلك البرامج التي تُغيِّر أفكاراً وتصنع رأياً عاماً مؤيداً كان أم معارضاً- على سياساتهم فيسارعون إليها يضخُّون الأموال ويستميلون أصحابها ليكتسبوا ولاءهم ووفاءهم؛ حتى راج القول بأن الإعلام هو ثلاثة أرباع المعركة إن لم يكن المعركة كلها.
 
ولا غرو في ذلك إذ يعود المواطن إلى بيته بعد يوم شاق من العمل والمعاناة التي يعانيها ليسلم عقله أمام برامج التوك شو، ويمنحها أكثر من سدس يومه، وهو ينصت جيداً؛ فهي تناقش أموراً تشغله أو ربما يكون لها تأثير على حياته ومعاشه، فيجلس كالمتلقي بين يدي شيخه، ولكن مع الفارق إذ تستخدم برامج التوك شو أحدث الوسائل في التأثير والإقناع وصناعة وتشكيل عقول المجتمعات، فإن كانت هذه البرامج صادقة ومخلصة فبها ونعمت، وإلا فهي الطامة التي نزلت بالمجتمع والأمة.
 
إن لهذه البرامج الحوارية مسؤولية مجتمعية ضخمة، مسؤولية تثقيف المجتمع وزيادة الوعي، وتبيين الأمور على حقيقتها، بلا تزييف.
 
وهنا يبرز دور المحاور أو الإعلامي بين شخص رائد يكون مخلصاً لجمهوره وضميره، وبين مضلل يشوِّه الحقائق ويلبس على جمهوره ويمتطي عقولهم ليذهب بها حيث يريد، ويستخدم في ذلك آليات الإعلام والبرامج الحوارية سُلَّماً يبتغي فيه ما يريد!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org