"نيويورك تايمز": أمريكا قدَّمت تعهدات قوية للخليج لكنها ليست رسمية

واشنطن تَعِد بتنفيذ الدرع الصاروخية .. وبناؤها سيستغرق سنوات
"نيويورك تايمز": أمريكا قدَّمت تعهدات قوية للخليج لكنها ليست رسمية
بندر الدوشي- سبق- واشنطن: واصلت وسائل الإعلام الأمريكية قراءتها أحداث قمة "كامب ديفيد"، التي عُقدت أمس، بطلبٍ من الرئيس الأمريكي باراك أوباما؛ لقادة وزعماء الخليج العربي؛ لوضعهم في صورة الاتفاقية النووية المزمع عقدها في نهاية الشهر المقبل مع إيران.
 
وتباينت تقارير الصحف والوكالات العالمية للأنباء حول نتائج القمة والاتفاقية النووية المثيرة للجدل بين الغرب وطهران.
 
وقدّم الرئيس الأمريكي عديداً من التطمينات والتعهدات القوية للدول الخليجية؛ لكنها لم تصل إلى حد عقد اتفاقية أمنية، وذلك بحسب ما نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
 
وقالت الصحيفة: "واصل الرئيس باراك أوباما، الاجتماعات مع الزعماء الخليجيين في كامب ديفيد طوال اليوم؛ لكنه لم يصل إلى تقديم عرض رسمي يُلزم الولايات المتحدة الأمريكية بمساعدة الدول الخليجية والدفاع عنها في حال تعرَّضت لهجمات خارجية بدلاً من ذلك حاول طمأنتهم بشكل جدي بأن الولايات المتحدة الأمريكية جادة في تعزيز أمنهم والوقوف بجانبهم تجاه الأعمال العدائية القادمة من إيران".
 
وأضافت: "تعهدات أوباما الصارمة صيغت بعناية؛ لكنها كانت أقل بكثير من الذهاب إلى معاهدة الدفاع المشترك الذي سعت إليه دول الخليج في هذا الاجتماع".
 
وأردفت الصحيفة الأمريكية: "سعى أوباما إلى تهدئة المخاوف الخليجية من أن رفع العقوبات على النظام في إيران قد يسهم في توسيع نفوذ إيران في العراق وسوريا واليمن؛ حيث قال أوباما رداً على هذه المخاوف إن أياً من العقوبات لن يتم رفعها إذا لم تمتثل إيران لشروط صارمة في الصفقة".
 
وكشف مسؤول رفيع المستوى عن الوعود التي قدّمتها الادارة الأمريكية لزعماء الخليج التي تضمّنت تعزيز التعاون العسكري بين الطرفين وبناء درع صاروخية لدول الخليج ضدّ الصواريخ الإيرانية وزيادة التعاون في مجال الأمن البحري ومزيد من التدريبات المشتركة.
 
وستحتاج الدرع الصاروخية التي تعهدت إدارة أوباما ببنائها إلى سنوات ومتابعة قوية من الجانبين.
 
وقالت وكالة رويترز: "الدرع الصاروخية التي ستقدمها الولايات المتحدة الأمريكية لحماية الدول الخليجية ستحتاج إلى سنوات لبنائها، كما تحتاج إلى مزيد من الثقة الإقليمية لحساسية البرنامج, بخلاف الحاجة إلى مزيد من المبيعات العسكرية الحسّاسة من قِبل الولايات المتحدة الأمريكية والتدريب الأمريكي المكثّف لتجنب الحوادث في هذه المنطقة المضطربة".
 
وأضافت الوكالة: "كان تجديد الالتزام لبناء نظام دفاع إقليمي واحد من النتائج القليلة والثابتة التي خرجت بها قمة كامب ديفيد, وهو ما كانت وزارة الدفاع الأمريكية تسعى للتأكيد عليه لطمانة الحلفاء قبيل اتفاق نووي محتمل قد يوسّع من نفوذ إيران في المنطقة".
 
وبحسب خبراء استطلعت وكالة رويترز آراءهم؛ فإن الدرع الصاروخية ستكون فعالة جداً ومتطورة لتخفيف مخاوف دول الخليج من حصول إيران على صواريخ دقيقة بعد رفع العقوبات عنها.
 
وقالت "رويترز": "النظام الصاروخي المتكامل سيسمح لدول الخليج بصدّ أقوى هجوم صاروخي قادم من إيران؛ حيث سيتم تطوير الرادارات الأمريكية والخليجية وبناء صواريخ اعتراضية لمواجهة مجموعات من الصواريخ المختلفة، وسيستخدم هذا النظام الأقمار الصناعية الأمريكية للإنذار المبكر للكشف عن إطلاق صواريخ العدو والمسارعة إلى تدميرها برياً أو بحرياً. 
 
وستكون شركة لوكهيد مارتن وشركة رايثيون غرومان المتنافستين الرئيستين لبناء نظام التحكم والقيادة المركزية للدرع وهو شبيه تماماً بالأنظمة التي بين الجيش الأمريكي وحلفائها الرئيسين".
 
من جهتها، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال": "قمة كامب ديفيد وبيانها الختامي بين دول الخليج بما في ذلك المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية يمكن أن يعطيا دفعة لجهود الرئيس باراك أوباما لتأمين اتفاق نووي مع طهران".
 
وأضافت: "لكن الغيابات الكبيرة التي حصلت قبل وقوع القمة، بما في ذلك عدم حضور الملك سلمان بن عبدالعزيز، قد قوّضت القمة، فيما أكّد أوباما التزام الولايات المتحدة الأمريكية بالدفاع عن دول الخليج ضدّ العدوان الخارجي، وتعميق التعاون الأمني وتسريع عمليات نقل الأسلحة إلى تلك الدول السنية".
 
وأردفت الصحيفة: "لقد شدّد أوباما على أن الغرض من التعاون الأمني ليس إدامة أيِّ مواجهة طويلة الأمد مع إيران أو حتى تهميش إيران، وأن أحد الأهداف الرئيسة لتعزيز قدرات شركائنا هو ضمان أن شركاءنا يمكنهم التعامل مع إيران سياسياً ودبلوماسياً من موقع ثقة وقوة".
 
وكشفت الصحيفة أن واشنطن ناشدت مسؤولي الدول الخليجية بألا يتحركوا باتجاه بناء قدرات نووية لعمل توازن مع التكنولوجيا النووية الإيرانية أو بدء سباق تسلح في المنطقة.
 
ونقلت عن بن رودس، وهو مسؤول أمريكي، قوله: "إيران ليست نموذجاً يُحتذى به في بناء برنامج نووي، ونحن لا نريد أيَّ سباق تسلح في المنطقة، وإذا كان هناك اهتمام بالطاقة النووية؛ فهناك وسائل وضوابط وُضعت من أجل الحصول على هذه الطاقة".
 
وأوردت الصحيفة تصريحات لمسؤولين سعوديين حذّروا من أنهم سيحصلون على القدرات النووية نفسها التي ستحصل عليها إيران في الاتفاقية.
 
وقالت الصحيفة: "الرئيس الأمريكي ضغط على الحلفاء العرب، بضرورة إقامة علاقات جديدة مع طهران إذا تمّ التعامل مع برنامجها النووي، وأكّد أن الزعماء العرب استعدوا لتحسين علاقاتهم مع طهران إذا غيّرت من سلوكها معتقدين بأن هذه العلاقة ممكن أن تُسهم في استقرار المنطقة".
 
وبموجب الاتفاقية النووية التي ستكون قد أُنجزت في نهاية الشهر المقبل سيسمح لطهران بالحفاظ على منشآتها النووية المهمة بما في ذلك أكثر من خمسة آلاف جهاز طرد مركزي تُستخدَم لتخصيب اليورانيوم ومفاعل الماء الثقيل.
 
وتكمن مخاوف العرب من استغلال إيران السماح لها بتخصيب اليورانيوم لتطوير برنامج عسكري نووي سري في منشآت سرية أخرى؛ نظراً لأن الاتفاقية لا تنص على تفكيك المنشآت النووية الإيرانية بخلاف أنها تمنحها الوقت للوصول إلى التقنية العسكرية.
 
وتوقع مراقبون أن تتحوّل إيران إلى نموذج كوري شمالي جديد في الشرق الأوسط بعد حصولها على القدرات العسكرية النووية، وهو سيناريو مرجّح بقوة إذا أخفقت الاتفاقية النووية الغربية مع طهران.
 
وكانت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية، قد كشفت في تقرير لها عن أن إيران ستحصل فوراً - بعد رفع العقوبات - على 50 مليار دولار؛ بخلاف رفع العقوبات على الصادرات النفطية والعسكرية، وشكّكت الصحيفة في نيّات إيران النووية؛ مضيفة "أن إيران مازالت تتلاعب بالقرار الأممي رقم 598 الذي أفضى إلى وقف الحرب بينها وبين العراق وصدر في أغسطس عام 1989، ومازالت تراوغ في طرق تنفيذ فقرات هذا القرار الأممي منذ ذلك التاريخ.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org