"هاشم": الصحافة الورقية تعيش أصعب مراحلها لكنها لن تنتهي

رئيس تحرير صحيفة عكاظ خلال تكريمه في "أسبوعية القحطاني"
"هاشم": الصحافة الورقية تعيش أصعب مراحلها لكنها لن تنتهي
محمد حضاض- سبق- جدة: وصف رئيس تحرير عكاظ، الدكتور هاشم عبده هاشم، المرحلة الحالية التي تمر بها الصحافة الورقية، بأصعب المراحل في تاريخها، وقال: على الرغم من كل الجهود المبذولة والتطوير اليومي والانفرادات الصحفية، إلا أن المعاناة مستمرة والتوزيع في انخفاض. وأردف: البعض يتحدث عن نهاية الصحافة الورقية خلال عامين أو ثلاثة وأعتقد أن ذلك ليس وارداً؛ فالمشكلة ليست في إعداد المبيعات اليومية؛ لأن الصحافة ترتكز في دخلها بشكلٍ كبير، على المعلن والذي ما زال يثق فيها، ويخشى الانتقال للصحافة الإلكترونية.
 
جاء ذلك خلال تكريمه البارحة في أسبوعية الدكتور عبدالمحسن القحطاني بجدة بحضور الدكتور رضا عبيد مدير جامعة الملك عبدالعزيز السابق، والدكتور مدني علاقي وزير الدولة سابقاً ونخبة من المثقفين والأكاديميين.
 
ورفض الدكتور هاشم عبده هاشم، ما يتردد عن ضعف تأثير الصحافة حالياً وقال: هي مؤثرة بالفعل، وبات مختلف مسؤولي الدولة يحرصون على الرد على مختلف الانتقادات التي ترد إليهم، فبعد أن كان الوزراء في أوقاتٍ سابقة يصعدون ما يكتب ضدهم، ويتسببون في إبعاد رؤساء التحرير، تغير الوضع في السنوات الأخيرة، حيث بات قادة البلاد سواء الملك فهد رحمه الله، أو خادم الحرمين الشريفين أو الأمير نايف رحمه الله أو الأمير سلمان، فقد كانوا يطالبونهم بالرد على ما يُكتب في الصحف من قصور في إداراتهم، بدل تقديم الشكاوى المطالبة بالإبعاد.
 
وفي سؤال عن دور الصحافة التنموي الغائب أجاب: المشكلة أنك تجابه برغبات القراء، الذين يبحثون في الغالب عن قصة أو جريمة أو إعلان وظائف، ما يجعل مسيري الصحف يبحثون عن تلبية رغبات القراء على حساب الدور التنموي.
 
وفي إجابة حول الرقابة في ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعي قال: ليس هناك ما لا ينشر من وجهة نظري، وإنما السر في طريقة المعالجة والنظر من خلال أبعاد أربعة وهي الدينية والأمنية والأخلاقية والإنسانية.
 
وكشف رئيس تحرير عكاظ، أن الصحافة تعاني النقص الحاد في إيجاد الصحفي المتخصص، إذ لم تعين أقسام الإعلام على ذلك. ونوه بأن السعودة بقدر ما هي هدف وطني، إلا أن هذه الصحافة تبحث عن طاقات ومتخصصين وخبراء.
 
ورفض الدكتور هاشم اتهام الشركات بشراء ذمم الصحافة وقال: لا أستطيع الحكم على الجميع ولكن مقارنة بالدول العربية المجاورة صحافتنا نظيفة.
 
وعن إمكانية تعيين رؤساء تحرير من صغار السن قال: لا يمنع إطلاقاً أن يتولى أحد الشبان رئاسة التحرير شريطة أن تتوفر فيه العديد من الصفات التي تجعله قادراً على إدارة الصحيفة، مشيراً إلى أن تجارب البعض فشلت ممن لم يستطيعوا إكمال عام أو أكثر لعدم نضوج تجاربهم حتى الآن.
 
وأردف: لدينا في عكاظ ثمانية شبان تعتمد عليهم الصحيفة بشكلٍ كبير، وإن وجدت أن أحدهم صار مناسباً لكرسي الرئاسة خلال عامين، سأسلمه المهمة على الفور.
وبيّن أن الصحافة الحالية بدأت تدخل مرحلة الشركات التجارية والقطاع الخاص ورأس المال، إذ تحولت لكيانات اقتصادية أكثر من غيرها، كما بات الكثير يسعى إلى إدخال الصحافة في برامج الشركات.
 
وتحدث الدكتور هاشم عبده هاشم عن صحافة الأفراد، مشيراً إلى أنها تشكل البدايات الحقيقية للصحافة، وهي مرحلة البدايات، ومرحلة ما بعد التشكّل، وهي صحافة الرأي التي بدأت في الندوة وقريش وما بعدها في صحيفة البلاد، وما كان يكتبه أحمد عبيد الذي كان أول من ابتدأ في كتابة المقال اليومي في صحف هذه البلاد، وكذلك عبدالله عريف الذي يكتب في كثير من القضايا، وبعده محمد سعيد باعشن، وعبدالفتاح أبو مدين وأحمد السباعي.
 
وبيّن أن صحافة الرأي تشكّل البدايات الحقيقية للصحافة التي تستقطب الرأي العام بعد أن كانت صحافة أدبية. ووصف طموحاته بالبسيطة، معترفاً بأنه لم يضع هدفاً بعيد المدى بل كان يعمل بجد واجتهاد مؤمناً بأن هذا الجهد سيمنحه مستقبلاً يستحقه وقال: أستغرب من شبابنا الذي يفكر في طموحات بعيدة المدى، وإن كان ذلك مشروعاً، مبيناً أن الطموح الحقيقي هو أن يعمل الإنسان لواقعه، فالحياة تحدٍ وليس ضعفاً.
 
وكشف رئيس تحرير عكاظ أن بداياته الصحافية كانت منذ الصف الرابع الابتدائي باطلاعه على الصحف المصرية واللبنانية آنذاك التي كان يوفرها والده، مستذكراً قصته مع أحمد السباعي الذي كان له فضل كبير عليه، عندما فاجأه بعشرة ريالات في ذلك الزمن نظير عشر مقالات بعثها له عندما كان يدرس في المرحلة الابتدائية، ما منح "هاشم" دافعاً إلى مزيدٍ من القراءة نظير الدافع وليس بسبب الجانب المادي، كما قاده إلى هذا العمل الأدبي عدم حبه لمواد العلوم والرياضيات، حيث بدأ امتهانه للصحيفة بالرياضة كما عمل صحفياً في الجانب الفني.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org