في كل عام يتبادل بعض البسطاء من المواطنين آمالهم وأحلامهم من خلال ترقبهم لصدور ميزانية الدولة التي يغازلونها بمتاعبهم وسوء أحوالهم، على أمل أن تقترب منهم؛ لتتحسس عن قرب أوضاعهم الاجتماعية والمعيشية؛ ليكون نتاجها في كل عام أرقاماً متصاعدة وفائض خير وبركة. فهناك شباب باتوا عاطلين، يتسولون لقمة الكرامة بملف (علاقي) أخضر، جمعوا فيه سنواتهم الدراسية. وهناك أسر أصبحت تحتضن الفقر بعد أن تفوقت أسعار المعيشة على مدخولاتها، دون أن تتحرك مؤشرات هذه المدخولات قيد أنملة؛ لتتوافق مع ما هم عليه من غلاء كبير..