امتهان الكتب.. مَنْ المسؤول..؟!!

امتهان الكتب.. مَنْ المسؤول..؟!!
تم النشر في
انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي "مقطع" لطلاب مرحلة ابتدائية يمزقون الكتب، ويرمونها في الشوارع احتفالاً بنهاية العام الدراسي، حتى غطت الشارع؛ ما جعلها ممتهَنَة بصورة أقل ما يقال عنها إنها تدمي القلب؛ فالطلاب يلعبون بها وكأنها لعبة حديثة، يستمتع بها صاحبها، والسيارات تطؤها في منظر لا يمكن أن يصدر من أمة عُرفت بأمة "اقرأ"، بل إنه يستدعي من ذاكرتك ما فعله "المغول" بمكتبات بغداد عندما أسقطوا الدولة العباسية، لكن المغول رموها في النهر، ولم تدُسْها أقدامهم كما فعل أبناء أمة "اقرأ".
 
 والسؤال الذي يُطرح هنا: لماذا فعل هؤلاء الأطفال ذلك..؟!!
الإجابة عن هذا السؤال تقودنا لأسئلة أخرى أكثر عمقاً، وأكثر حساسية، وأبعد مدى من تمزيق طالبٍ لكتابه..!!
 لقد مزق هؤلاء الصغار كتبهم لأسباب عديدة، منها:
- لأنهم لا يعرفون أهمية الكتاب، ولم يدركوا ذلك.
- لم يتعلموا احترام الكتاب، ولم يتربوا على ذلك.
- لأنهم أصبحوا يرون أن هذا الكتاب سبب في تعبهم طوال العام الدراسي الطويل الممل، حسبما يرون..!!
- احتفالاً بنهاية العام الدراسي..!! وكرهاً بالدراسة..!!
 وهنا.. تتبادر إلى الذهن أسئلة عديدة:
- لماذا يكره أبناؤنا الدراسة، ولا يحبون المدرسة..؟!!
- هل المناهج هي السبب..؟!!
- أم السبب طول العام الدراسي..؟!!
- أم لأن المدرسة بيئة طاردة وليست جاذبة..؟!!
- هل المعلمون هم السبب..؟!! أم إدارة المدرسة..؟!! أم العلة في الطالب نفسه..؟!!
- أين مكمن الخلل..؟!!
- مَنْ المسؤول عن ذلك كله..؟!!
 
 الأسباب:
 
تكمن في كل ما سبق؛ فالمناهج، البيئة المدرسية، الطالب، المعلم، الإدارة، الوزارة والنظام الدراسي.. كلهم من أسباب ما حصل لتعليمنا من ضَعف وانحدار.
 
 الخلل:
 
في النظام الذي أوجد لنا كل هذه الأسباب مجتمعة؛ فنظام التعليم بشكل عام بحاجة إلى إعادة نظر، وقد لا يكون النظام الأساسي للتعليم بقدر ما يكون في محاولات "الترقيع".. عفواً التطوير التي اعترته فيما بعد.
 
 المسؤول:
 
- وزارة التخطيط.
- وزارة التربية والتعليم.
- وزارة التعليم العالي.
 
 كل هذه الوزارات مجتمعة هي السبب في الخلل الذي أنتج لنا مثل هذه التربية، وهذا التعليم، وهذه المناهج، وهذه المدارس، وأمثال بعض المعلمين الذين من الظلم أن نسميهم معلمين.
 
ومضة..
 
 هل هذه أفعال أمَّة كانت معجزة نبيها - صلى الله عليه وسلم - "كتاب الله"، وأول كلمة نزلت على عليه "اقرأ"..؟!!
 
 ويتغنى شاعرها بقوله:
 
أعَزُّ مَكانٍ في الدُّنَى سَرْجُ سابحٍ
وَخَيرُ جَليسٍ في الزّمانِ كِتابُ

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org