القبول الجامعي.. أين التخصصات المهنية؟

القبول الجامعي.. أين التخصصات المهنية؟
ندخل خلال الأيام القادمة ـ بإذن الله ـ في دوامة القبول الجامعي، وهي دوامة لا يعانيها إلا من لديه أبناء أو بنات اجتازوا المرحلة الثانوية؛ ويسعون لقبولهم في تخصصات يرغبون فيها، وليس تُفرض عليهم من إدارة الجامعة. 
 
لكن بعض الطلاب يتمنى مقعداً في الجامعة أياً كان التخصص؛ المهم أن يكون خريجاً جامعياً ولو كان عاطلاً. وهذا - في رأيي - عقدة رسخناها نحن بأنفسنا في عقول أبنائنا عندما كنا نشرح لهم أن المكانة الاجتماعية مرتبطة بالشهادة الجامعية، لدرجة أن البعض عندما تتحدث معه يقول "لا يمكن قبول أبنائي في الزواج بدون شهادة جامعية.. المهم خريج جامعي"!
 
أعتقد أننا مقبلون على مرحلة مختلفة كلياً عن السابقة؛ فالنظرة حالياً لم تعد مظاهر فقط، بل أصبحت نظرة اقتصادية؛ إذ يتم تقييمك بكم يدخل جيبك، لا ما هي شهادتك.. ومن المفترض أن يتم التعامل مع أبنائنا حالياً وفق هذا المفهوم؛ "فالشهادة التي لا تنفق علي وعلى عائلتي لا أريدها".
 
من هذا المنطلق يجب على أولياء الأمور - ونحن مقبلون على هذه المرحلة - ألا يكون التهافت على الحصول على المقعد الجامعي فقط، بل يجب دراسة مستقبل أبنائنا بشكل جيد، واختيار المناسب لهم.
 
وزارة التعليم لدينا تقبل سنوياً أكثر من تسعين في المئة من خريجي الثانوية في الجامعات، وهذا رقم كبير جداً مقارنة بالدول الأخرى، ولكن - كما قلت سابقاً - أين الوظيفة بعد التخرج؟ يجب ألا نعتمد على الوظيفة الحكومية في كل شيء؛ فهناك القطاع الخاص الذي يعج بالعمالة، ويدخل إلى جيبه ملايين الريالات من خيرات هذا البلد؛ ويدل على ذلك تحويلات العمالة بالمليارات سنوياً.
 
ولكن لو أردنا المنافسة في هذا القطاع يجب تهيئة أبنائنا في تخصصات يحتاج إليها البلد، وهذا ما نفتقده حالياً في تخصصاتنا الجامعية التي تركز على العلمي والنظري، وتهمل المهني الذي نحتاج إليه جميعاً، ويؤهل أبناءنا مستقبلاً للسيطرة على هذا القطاع، وإزاحة الأجانب. كما أن التهيئة لا تتم من المرحلة الجامعية فقط، بل يسبق ذلك المرحلة الثانوية بإضافة تخصص مهني لمن يريد العمل في هذا المجال، ولا يرغب في إكمال المرحلة الجامعية؛ فيتخرج من الثانوية ولديه تخصص ومهنة يستفيد منهما بدلاً من أن يكون عاطلاً، مثل الكهرباء والنجارة والسباكة، وغيرها من المهن التي تُدرُّ ذهباً ونحن غافلون عنها.
 
هذا القطاع المهني مكاسبه مضمونة وعالية؛ لأن الجميع يحتاج إليه، ويستطيع الشاب إنشاء أعماله ومؤسسته الخاصة مع الوقت والخبرة.
 
إذا أردنا تطبيق هذا المفهوم، والوصول إلى مرحلة نجد أبناءنا فيها يقتحمون هذه المهن بجدارة، فيجب أن يتدخل الإعلام بشكل كبير لتغيير المفهوم الخاطئ عن الأعمال المهنية والنظرة الدونية التي يشعر بها البعض لهذا القطاع.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org