"قنبلة الأقحوان".. اخترقت جبال "تورا بورا".. ويمكنها فعل الشيء نفسه بكهوف مران

حسمت المعارك ضد الإرهابيين في أفغانستان.. وقد تشفي غليل "ثأر نجران"
"قنبلة الأقحوان".. اخترقت جبال "تورا بورا".. ويمكنها فعل الشيء نفسه بكهوف مران
محمد عبدالعليم – سبق: تتشابه مسارات الحملة التي يشنها التحالف ضد المتمردين الحوثيين وقوات المخلوع علي صالح باليمن في بعض فصلوها مع مراحل الاجتياح الذي قام به التحالف المشكّل من الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا بأفغانستان عام 2001م للقضاء على نظام طالبان الذي كان يحكم أفغانستان في ذلك الوقت، والقبض على زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر.
 
أضخم سلاح
فالهزيمة التي ألحقتها قوات التحالف، الذي قادته أمريكا، اضطرت أسامة بن لادن وقيادات طالبان إلى الانسحاب من العاصمة الأفغانية كابل، والاختباء في منطقة "تورا بورا" الجبلية الوعرة شرق أفغانستان؛ ما دفع القوات الأمريكية إلى استخدام قنبلة "الأقحوان القاطع"، التي تعد أضخم سلاح تقليدي في العالم؛ الأمر الذي أدى إلى سقوط "تورا بورا" مساء الاثنين 10-12-2001 في أيدي قوات التحالف.
 
الحسم المطلوب
إن التشابه الكبير بين تكوينات مسرح العمليات وتطورات المعارك في الحربين ضد المتمردين في أفغانستان واليمن يستدعي استخدام السلاح نفسه لتحقيق الحسم المطلوب من العملية في اليمن؛ فوعورة جبال "تورا بورا" في أفغانستان تتشابه مع تضاريس جغرافيا صعدة ومران، التي ساعدت قادة الحوثيين على استغلال جبالها وكهوفها في الاختباء والتخفي خلال الحروب التي خاضتها مليشياتهم مع النظام في صنعاء.
 
قواعد لا مخابئ
ويتشابه هروب أسامة بن لادن خلال تطورات المعارك مع اختفاء وتحصن عبدالملك الحوثي في كهوف مران في المواجهات الحالية التي يخوضها تحالف "إعادة الأمل" ضد مليشياته في صعدة، بعد إقدامها على قصف منطقتي نجران وجازان. ويحتاج اختراق كهوف مران إلى استخدام قنابل "الأقحوان القاطع"، ولاسيما أن هذه الكهوف تمثل قواعد دعم لوجستي، وتشتمل على مخازن أسلحة ومراكز قيادة، ولا تعد مجرد مخابئ يحتمي بها عبدالملك الحوثي من قصف التحالف؛ فهي قواعد عمليات عسكرية حقيقية، وتقوم بأدوار مؤثرة الآن في مسار المعارك. ولقد أشارت تقارير إعلامية إلى أن خبراء إيرانيين هندسوا هذه الكهوف، وحولوها إلى قاعدة عسكرية إيرانية.
 
الأقحوان القاطع
ويبلغ وزن قنبلةBLU-82 6800  كجم، منها 5715 كجم من مواد GSX المتفجرة المؤلفة من: نترات الأمونيوم، ألمنيوم البارود ورغوة البوليستيران. ويشبه العسكريون قنبلة BLU-82 بـ"الأقحوان القاطع" Daisy Cutter ؛ إذ يشبه الدمار الذي تتركه في مكان انفجارها زهرة الأقحوان. و80 في المئة من المادة المتفجرة تنتشر على شكل سحابة رذاذ من نترات الأمونيوم ومسحوق الألمنيوم على مساحة كبيرة، ثم تشتعل منفجرة بقوة تحول كل شيء في دائرة قطرها 600 ياردة إلى رماد.
 
الموجة التصادمية
ويصل طول قنبلة "الأقحوان القاطع" لـ5.2 متر، وقطرها إلى نحو 1.6 متر. ولثقل وزنها لا يمكن حملها إلا بواسطة نسخة معدلة من طائرة النقل العملاقة C-130 التي تضطر لإلقائها على ارتفاع عال جداً (6000 قدم)، بواسطة مظلة عملاقة قوية؛ لتقلل من سرعة هبوط القنبلة حتى تعطي الطائرة فرصة كافية لترتفع فيها عاليا، وتبتعد عن مكان سقوطها؛ لتتفادى الموجة التصادمية الناشئة عن انفجارها، والتي يمكن الشعور بها على بعد أميال عدة من مكان انفجارها.
 
الاستخدام الثلاثي
واستُخدمت قنبلة "الأقحوان القاطع" لأول مرة العام 1970 في حرب فيتنام لكسح الأدغال بغية إيجاد مساحات صالحة لهبوط الطائرات العمودية في المرحلة الأخيرة من الحرب ضد القوات الفيتنامية الشمالية، كما استخدمت في حرب الخليج، وألقيت على حقول ألغام وتحصينات لتدمير مجموعات كبيرة من العربات العسكرية، واستخدمت للمرة الثالثة في أفغانستان. المثير حقاً في "قنبلة الأقحوان القاطع" هو أن تكلفتها تساوي نحو 27 ألف دولار، وتقترب من حجم سيارة فولكس فاجن "الخنفسة"، وقد يمثل استخدامها ضد جرائم مليشيات الحوثي في استهداف المدنيين في نجران وجازان أبلغ رد في استشفاء غليل "ثأر نجران".  

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org