محمد حضاض- سبق- جدة: امتنع 201 طالب من ابتدائية الهنية بمركز الشامية، الواقع على مسافة 40 كم شمال مكة، عن الحضور لبدء الدراسة بعد إصرار إدارة التربية والتعليم على دمجهم مع طلاب المدرستين المتوسطة والثانوية في مبنى واحد دون حواجز.
ورغم مطالبات الأهالي التي تواصلت منذ صدور القرار, ومناشدتهم أصحاب القرار في تعليم مكة, بضرورة فصل أبنائهم من طلاب المرحلة الابتدائية عن المرحلتين المتوسطة والثانوية إلا أن إدارة التعليم أصرّت على قرار الدمج، على أن يبدأ تطبيقه صباح اليوم، ولكن الطلاب فضّلوا البقاء في منازلهم.
وتفصيلاً، بدأت المشكلة عندما أوصى الدفاع المدني بالبحث عن مبنى بديل للابتدائية بعد أن كشف أنها آيلة للسقوط, وجاء قرار إدارة التربية والتعليم بضمّها إلى مجمع المدارس المتوسطة والثانوية بحجة عدم وجود مبانٍ مناسبة ريثما يتم بناء مدرسة جديدة.
في حين طالب أولياء الأمور إدارة التعليم بعدم التعامل مع القضية بشكلٍ شخصي, مؤكدين أنهم زاروا مدير التربية ولتعليم في مكة وحصل الكثير من الشد والجذب في النقاش, وهو ما قد يجعلهم يصرّون على قرارهم.
وقالوا في حديثهم لـ "سبق": إن قرار الدمج يعد مخالفاً للأنظمة، متسائلين كيف يتعايش طالب عمره ست سنوات مع طالب في المرحلة الثانوية في الثامنة عشرة من عمره؛ ما يجعل الطفل في المرحلة الابتدائية يكتسب سلوكاً خاطئاً.
وأضاف الأهالي أنهم تقدّموا بشكوى لمدير مكتب الجموم، وأخرى لمدير التربية والتعليم بمكة وقّع عليها 50 رجلاً من أولياء أمور الطلاب، مبينين أن هذه التجربة طُبّقت في عام 1416 لغاية عام 1418هـ، ولم تفلح بحسب تعبيرهم، مطالبين بأن يكون للمرحلة الابتدائية دورٌ مستقلٌ بإدارته ومعلميه وتُوضع عوازل مؤقتة بينهم، وبذلك لا يختلط الطلاب مع بعضهم.
من جهته، قال مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة الجموم التي تتبع له المدرسة إبراهيم الثقفي، لـ "سبق": تمّ تخصيص دور كامل لطلاب المرحلة الابتدائية؛ إضافة إلى تحديد مواعيد للفسح مغايرة لباقي الطلاب.
وأشار إلى أن مدير التربية والتعليم تواجد في الموقع بنفسه خلال أيام الاختبارات وأقرّ تلك التغييرات حتى يتم إيجاد مبنى بديل.
وكانت إدارة التربية والتعليم قد أصدرت بياناً قبل أشهر عدة قالت فيه: إن للمدرسة مشروعاً جديداً مبرمجاً في خطة الإدارة، في الموقع نفسه مع مدرسة أبي جندل، وستعمل مع إدارة المدرسة على أن يكون مخرج الابتدائية مستقلاً، أما فُسح الطلاب وصلاتهم، فتنظيمها يكون من خلال الجدول؛ بحيث تعمل كل مرحلة بشكلٍ منفصلٍ عن الأخرى، فيما يتعلّق بالطلاب في وقت الفسحة والصلاة والانصراف.
وفي تطور لاحق؛ كشفت مصادر موثوق بها أن أولياء أمور "201" تلميذ، قرروا مواصلة منع أبنائهم من الذهاب إلى المدرسة؛ بعد تجاهل إدارة تعليم مكة لكل مطالباتهم بفصل أبنائهم عن طلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية.
وقالت المصادر لـ"سبق": "تعليم مكة اكتفى صباح اليوم بإرسال مشرف تربوي إلى المدرسة والتقى المدير وكتب تقريراً رفعه إلى إدارته؛ بخصوص حالات الغياب الجماعي بدون البحث عن حل عاجل".
