على مكتب المدير العام للمرور

على مكتب المدير العام للمرور
تم النشر في
كنتُ قبل فترة قد تحدثت عن بعض السلبيات التي نراها حاضرة أمامنا على أرض الواقع، واليوم أرى وجوب الحديث عن ظاهرة أصبحت مزعجة وخطيرة وغير حضارية، ألا وهي ظاهرة الدراجات النارية العشوائية "غير المرقمة"، التي تتنقل بين المركبات على طرقنا دون مراعاة أية وسيلة سلامة، سواء لمستخدمي هذه الدراجات، أو لسلامة المركبات والمشاة على الطرق.
 
المنظر كله عشوائي وغير حضاري، فضلاً عن الإزعاج والضرر البيئي وعدم احترام الأولويات المرورية ومراعاة الشاخصات والإشارات على بعض الطرق الداخلية..
 
 ففي مدينة الرياض مثلاً يتناهى لك في الوهلة الأولى أنك في كراتشي أو بومباي أو بنغلادش من زحمة الدراجات، وعدم تقيد قائديها بوسائل السلامة، وما يسببونه من إرباك وتحطيم لـ"مرايات" السيارات.. ولكم أن تتخيلوا مساء كاميرات "ساهر" وهي تضيء الشوارع على الإشارات باستمرار؛ لأن هذه الدراجات تقطع الإشارات الحمراء، وتقف على الخضراء، وتخرج من طريق فرعي إلى رئيسي..
 
نحن مقبلون على ثورة مرورية تنظيمية واعين ومدركين حجم التحديات وحجم المشاكل المرورية التي توجد لدينا أساساً، وعلينا معالجتها كلنا بروح الفريق الواحد.. لكن مشكلتنا تكمن في سرعة تعاملنا مع الحدث والموقف والخلل. قبل سنة حين تحدثت عن ظاهرة التسول كنت أرى على بعض الإشارات بعض المتسولين من الأطفال والكبار والنساء، واليوم لا تكاد تجد إشارة ضوئية واحدة إلا وعليها فريق عمل التسول. الوجوه نفسها، والآليات نفسها، والأسلوب الاحترافي نفسه.. أطفال ذكور وإناث يُستغلون أسوأ استغلال، ويتعاملون على أنهم مدربون جيداً على التعامل مع توقيت الإشارات من الخضراء إلى الحمراء، وانتقاء المركبات التي نسبة دفعها للنقود أعلى من غيرها.
 
الأشجار على التقاطعات الرئيسية ما زالت تزيد طولاً؛ وتغطي الإشارات، والشاخصات المرورية تختفي أكثر وأكثر، الإعلانات على الطرق بالشاشات العملاقة هدفها الرئيسي لفت الانتباه لها ومتابعتها وقراءتها، والمستهدف ليس الركاب فقط، بل السائقين أيضاً.. واليوم نتحدث عن ظاهرة الدراجات العشوائية التي في تزايد مستمر، ولعلنا غداً سنكتب عن الموضوع نفسه، ولكننا قد نذكر أرقاماً بالآلاف لهذه الدراجات التي تجوب شوارع الرياض، بل السعودية كلها.
 
الغريب أن مثل هذه الظواهر والحالات السلبية تحدث أمامنا كل يوم، وفي التوقيت نفسه تكون سيارات المرور واقفة دون أي إجراء أو متابعة؛ لعل التعليمات لم تصلهم بعد، أو لعلها لم تصدر من أساسه! أعلم حجم العمل والضغوطات، لكني أعلم جيداً كذلك أننا أيضاً نمثل صوتاً إضافياً لرفدكم بالمعلومة والملاحظة، وأنكم ترحبون بنا دائماً شركاء في الخدمة الوطنية لتحقيق الصالح العام.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org