فاطمة.. تسعينية كفيفة تَكَالَبَ عليها المرض والفقر ومهددة بالطرد

تعيش ملازِمة لكرسيّها الخشبي بغرفة مغطاة بالسعف وحمام صغير
فاطمة.. تسعينية كفيفة تَكَالَبَ عليها المرض والفقر ومهددة بالطرد
محمد المواسي- سبق- جازان: تُعاني تسعينية كفيفة من ضيق ذات اليد، واحتمال طردها من الغرفة المؤجرة التي تقيم بها؛ لرغبة صاحبها في هدمها والبناء على أرضها؛ بينما لا يستطيع نجلها الوحيد الذي ترك عمله العسكري لخدمتها، أن يجد منزلاً بديلاً لتعيش به مكرّمة.
 
فاطمة محمد أحمد شار، تسعينية تعاني العمى منذ 76 عاماً، ولم تر ابنها الأربعينيّ قط، وفَشِل الأطباء في إعادة البصر إليها؛ وفق التقارير الطبية، وتعيش في غرفة مغطاة بسَعَف الدوم، وحمام صغير، وتُلازم كرسيها الخشبي طيلة اليوم.
 
لم تكن مصيبة فاطمة هي إظلام الدنيا حولها فقط؛ بل إن ضيق ذات اليد واضطرار نجلها لترك عمله ليرافقها، زاد من فقرهما، ومَنَعَه من الزواج حتى الآن، وفوجئوا مؤخراً بصاحب المكان يرغب في إخراجهما منه.
 
غرفة وحمام
منزل التسعينية فاطمة شار، ليس أكثر من غرفة، هي مطبخها، وحمام خارجها، متهالك ومتآكل، يقودها ابنها محمد أينما شاءت في المنزل الصغير، إلى أن فُجِعَت برغبة صاحب المنزل بهدمه والبناء في أرضه، بعد نحو خمسة أعوام قضتها فيه، بعد أن تنقلت بين المنازل بالإيجار.  
أين نذهب؟
تقول فاطمة لـ"سبق": ما وجدت منزلاً سوى هذا، وليست لي القدرة على الإيجارات الكبيرة، تعودت على المنزل؛ برغم ضيقه، والآن شارف صاحب المنزل على إخراجنا منه؛ فليس لي أرض ولا أملاك، ولا أعلم أين أذهب وولدي.
 
ويقول ابنها "محمد": والدتي ترفض الخروج من مدينة بيش؛ فلمرات عدة نذهب لمنزل خالتي في إحدى القرى؛ إلا أنها لا تصبر عن البعد عن مدينة بيش التي تربّت وترعرعت وعاشت حياتها فيها قبل أن تفقد بصرها.
خطوات تائهة
وتابع: كنت أعمل في قطاع عسكري، وبعد وفاة والدي لم أستطع البعد عنها؛ كونها ضريرة لا ترى، وليس لها سواي؛ فعدت لها وأقوم على خدمتها طوال اليوم، لا أستطيع الذهاب لمراجعة مرجعي العسكري السابق من أجل إخلاء الطرف أو أي شيء؛ لأنها بمفردها ولا تحبّذ مغادرة مدينة بيش.
 
وأضاف: طيلة حياتنا نتنقل بين المنازل الإيجار، لم نتملك أرضاً، ولا منزلاً، تاهت بنا الخطوات بعد أن أبلغَنَا صاحب المنزل برغبته في البناء، المنازل أصبحت تؤجر بأكثر مما تحصل عليه والدتي من الضمان الاجتماعي، والتأهيل الشامل، التي لا تصل لـ2000 ريال، والتي منها كل شيء: الإيجار، والمأكل؛ فكيف بنا الآن نستأجر منزلاً في هذا الغلاء.
 
عمل وعلاج
وأردف: أبحث عن عمل قريب من والدتي، لأقوم بخدمتها ورعايتها، وأستطيع الصرف عليها، والأخذ بيدها؛ فهي زيادة على أنها ضريرة، مصابة بمرض الضغط، وأخشى عليها من تبعاته المفاجئة في غيابي الطويل حال عملي بعيداً عنها.
 
التسعينية الضريرة تُناشد الجهات المختصة وأهل الخير الوقوف معها في محنتها، وإعانتها على إيجاد مسكن يتناسب مع احتياجاتها في مدينة بيش، وتوظيف ابنها بالقرب منها لرعايتها، بعدما حاصرها العمى والمرض والفقر، بعد أن تَقَدّمت على مِنَح قديمة في المحافظة، ولم تستمر المِنَح لدى البلدية وحُرمت منها.
 
 
 
 
 
 
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org