ضحايا الإرهاب.. أسر فقدت عائلها وأيتام لا يتذكرون وجوه الشهداء

رعاية والتزام من الدولة بمتطلباتهم وانتظار لعدالة منبعها الشرع تقتص من الجناة
ضحايا الإرهاب.. أسر فقدت عائلها وأيتام لا يتذكرون وجوه الشهداء
محمد عطيف- سبق: تأتي المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول التي عانت من الإرهاب وقدمت من أرواح أبنائها وتضحياتها ما لا يقدر بثمن لاجتثاثه وتجفيف منابعه.
 المملكة وبالإضافة لكونها صاحبة تجربة عالمية رائدة في مكافحة الإرهاب، فهي أيضاً عملت على أكثر من مسار لتجفيف منابعه، كان أبرزها المسار الإنساني والإصلاحي من خلال تجربة المناصحة التي قدمت إنسانية رائدة.
 إلا أنه وبرغم ذلك فدماء الشهداء والضحايا جراء جرائم الإرهاب لم تكن المملكة لتتنازل عن حقوقهم العادلة وفق أحكام الشريعة الإسلامية حتى وإن تأخرت بعضها لإجراءات عدلية.
 
- "بأي ذنب قتلت"؟
 كثيرة هي البيوت على أرض هذا الوطن المعطاء التي قدمت من فلذات أكبادها أو تلك التي لم تدر "بأي ذنب قتلت" أخذت الدولة على عاتقها الالتزام بحقوقها، بالإضافة لكل جهود الرعاية والدعم غير المسبوق لأسرهم وعائلاتهم إلا أنه في النهاية تبقى كلمة الحق والقصاص هي العدالة الإلهية التي تحمل في جوهرها "الحياة" من منطلق قوله تعالى: {ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب}... وكذلك جرائم الحرابة والإفساد في الأرض.
 
 
- بتر العضو الفاسد
 خلال العقد الأخير تحديداً وبفضل الله نجحت المملكة في التصدي للإرهاب برغم تطور أساليبه وتنوع شروره وتنامي جهاته. وهذا ما اقتضى وفقاً لتلك التطورات أن العضو الفاسد الذي لا يستجيب للإصلاح لا بد من بتره، كما أن الحقوق الشرعية وخصوصاً فيما يتعلق بـ النفس بالنفس لا بد من إنفاذها فكيف عندما يأتي ربيب الفكر الضال ليقتل أعداداً من الآمنين ساجدين في بيت من بيوت الله عز وجل..!
 
 
- الإرهاب الأسود
 إن جولة في تاريخ الإرهاب الأسود لا يمكن أن تنطق إلا بالشرور، ولا يمكن إلا أن تؤكد على حق تقديم المفسدين للعدالة.
 
 وفي تاريخ المملكة محطات تبقى في التاريخ لم يسلم من شرها ابن الوطن ولا زائره ولا معاهدوه، ولعل من أبرزها:
- الانفجارات الثلاثة التي هزت حي الحمراء شرق الرياض في ربيع الأول 1424هـ. وفي رمضان من نفس العام وقع تفجير مجمع المحيا السكني في لبن نتج عنه وفاة 17 شخصاً وإصابة 122.
 
 
 
- في ربيع الأول من العام التالي استهدف الإرهاب مبنى المرور بالوشم مخلفاً وراء هذه العمليات العديد من الضحايا الأبرياء.
 
 
- وفي 21/ 4/ 2004م انتحاريون يستهدفون مبنى الإدارة العامة للمرور في الرياض بسيارة مفخخة، نتج عنها مقتل 4 من رجال الأمن بالإضافة إلى مدني، وإصابة 148 شخصاً.
 
- 29 /5 /2004م حادثة مجمع الواحة الشهيرة في مدينة الخبر ونتج عن العملية الإرهابية مقتل (22) شخصاً و(25) إصابة من جنسيات مختلفة.
 
 
 
- 18 /6 /2005م اغتيل المقدم مبارك السواط من جهاز المباحث العامة بمدينة مكة المكرمة على يد اثنين من الإرهابيين، أطلقوا عليه نحو 20 رصاصة من سلاح ناري.
 
 
- في مطلع 2007م مقتل 4 فرنسيين في منطقة صحراوية على طريق المدينة المنورة – تبوك أثناء عودتهم من رحلة برية في منطقة صحراوية وبرفقتهم ثلاث نساء وطفلان وينوي عدد منهم التوجه إلى مكة المكرمة لأداء العمرة.
 
- ومن أشهر محاولات الإرهاب في منتصف 2009 محاولة اغتيال فاشلة للأمير محمد بن نايف نفذها عبدالله العسيري الذي كان يشكّل الرقم 85 على قائمة المطلوبين أمنياً.
 
 
- 5/ 11/ 2012م استشهاد اثنين من أفراد حرس الحدود في كمين نُصب لإحدى الدوريات الأمنية بمحافظة شرورة جنوب البلاد على الحدود مع اليمن.
 
 
- وفي 4/ 7 /2014م حادثة شرورة الشهيرة عندما حاول ستة أشخاص التسلل إلى داخل الأراضي السعودية، عبر منفذ الوديعة الحدودي مع اليمن، وجاءت المحصلة استشهاد بعض رجال الأمن ومصرع الإرهابيين .
 
 
- استهداف بيوت الله
كما شهدت المملكة بعد ذلك عدداً من العمليات الإرهابية التي كانت تستهدف الوطن والمواطنين، وطالت حتى المساجد ودور العبادة في تحول نوعي لمخططات الإرهاب الذي لا يعترف إلا بلغة الدم والقتل وترويع الآمنين ومن ذلك حينما فجّر انتحاري نفسه في مسجد في محافظة القطيف وكانت الحصيلة استشهاد 22 شخصاً من المصلين. وبالطريقة ذاتها، فجّر انتحاري نفسه في مسجد "العنود" في الدمام، نتج عنه استشهاد أربعة أشخاص، ومصرع الانتحاري. وكذلك حادثة تفجير مسجد قوات الطوارئ بعسير. كما لا يمكن إلا الشعور بالذهول في حادثة قيام الانتحاري عبدالله الرشيد بقتل خاله الضابط في وزارة الداخلية داخل منزله بأربع رصاصات قبل مصرعه بحزامه الناسف وهو يستهدف قتل رجال أمن آخرين عند نقطة تفتيش، مصيباً اثنين من رجال الأمن إصابات طفيفة.
 
 تلك الأحداث تركت الكثير بلا شك في قلوب أسر الضحايا ومنها من فقدت عائلها الوحيد، وغيرها تضم أطفالاً تحولت ضحكاتهم لحزن عظيم في قلوب يتامى صغار لم يروا ولن يتذكروا ملامح ذويهم الراحلين إلا من خلال الصور، لكنهم بالتزام العدالة أن تأخذ لهم حقهم العادل كما أقره الشرع الحنيف.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org