تاريخ الصـلاحية..!!

تاريخ الصـلاحية..!!
إن أكثر ما يلاحظه المستهلك "أثناء الشراء" تفاوت تاريخ صلاحية المنتج الواحد في ثلاجات البقالات الصغيرة ومحال السوبر ماركت الكبيرة لأي شركة توزيع مواد غذائية على اختلاف أسمائها ومنتوجاتها ومشتقاتها، خاصة ذات العمر الافتراضي المحدد من خمسة أيام إلى ثلاثين يوماً..!! السبب في مثل هذا التباين الماثل للزبون أثناء عملية الشراء واختيار السلعة المستهدفة هو ما يقوم به موزعو الشركات، أو ربما العاملون في محال التموينات، بوضع المنتج ذي التاريخ الأقرب للانتهاء في الصفوف الأولى للثلاجات وأرفف العرض.. بينما تلك التي يتبقى على صلاحيتها أيام عديدة توضع داخل الرف بعيداً عن الأنظار ومتناول اليد؛ ما يصعب معه الوصول إليها في حينه.. بل تكون الكتابة الدالة على التاريخ الحديث في الاتجاه العكسي لنظر الزبون؛ ما يجعله يظن ويعتقد أن المعروض أمامه هو نفسه الذي بالداخل، بمعنى أنه يتم إخفاء التاريخ، فضلاً عن كتابته بخط صغير، ويأتي أحياناً أسفل المنتج..!!
إلى هنا أود أن أطرح تساؤلاتي بما تحمل من ذهول ومرارة وفضول على نحو: هل ما يقوم به الموزع أو صاحب المحل التجاري يندرج ضمن الغش والتدليس واستغفال الزبون، خاصة من يقوم بالشراء السريع وعلى عجل..؟! أم أن ذلك من باب الفن التسويقي؛ حتى لا يفقد المنتج قريب الانتهاء فرصته من النفاد على حساب المنتج ذي الصلاحية الأطول الساري المفعول أياماً قادمة؟! أم أن ما يتم هنا عبارة عن اختبار لمدى ثقافة الشراء لدى الزبون ومستوى فهمه وإدراكه وما يتميز به من حس اقتصادي عال..!!
وأياً كان المقصد أقول: لا بد أن تكون الأمور واضحة بين البائع والمشتري بحيث لا يعمد البائع إلى استخدام طريقة الدس في عرض البضائع. وفي المقابل، على الزبون نفسه أن يكون حريصاً على قراءة التاريخ، سواء فيما يتعلق بإنتاج شركات المواد الاستهلاكية قصيرة الأجل، أو حتى غيرها من المواد الغذائية الأخرى طويلة الأجل؛ ليطمئن قلبه..!!
كما أن على "حماية المستهلك" و"صحة البيئة" أخذ جولات "ميدانية وتفتيشية" على المحال، والتشديد على مثل هذه المسائل المتعلقة بصحة الإنسان، وتنبيه أصحاب المحال بتغيير طريقة العرض؛ حتى لا يكون المنتج الأقرب للانتهاء بارزاً في الأعلى؛ وبالتالي يكون الزبون غير القادر على التمييز هو الضحية..!!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org