"باحث" يكشف مراحل اختراق التنظيمات المنحرفة للفكر السعودي

"باحث" يكشف مراحل اختراق التنظيمات المنحرفة للفكر السعودي

"الشدادي": التخريب الفكري تغلغل في المجتمعات عبر تقنيات وفضائيات
تم النشر في
سبق- الرياض: كشف الباحث في القضايا الفكرية حمد بن محمد الشدادي، أن عام 2003م، كان انطلاقة المواقع والشبكات الإنترنتية للجماعات والتنظيمات المنحرفة داخل المملكة، وإن كانت قبل ذلك تتصل عبر مواقع خارجية؛ لكنها بدأت في هذه السنة بالذات تصدر، وتصدر المعلومات من مواقع داخلية، وهي السنة الذهبية في تاريخ الجماعات المتطرفة في عالم الإنترنت؛ حيث شكّلت أعلى نسبة مواقع وانتشار، وفي عام 2011م استطاعت الجماعات المتطرفة ترتيب أوراقها من جديد في عالم الإنترنت، وأما عام 2015م فلا تعليق".
 
وأوضح: "السعودية من بين الدول التي عانت من سموم هذا التخريب، والجميع قرأ ما نُقل عن المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية السعودية من انتشار الفكر الضال في جميع أنحاء العالم وتغلغله في كل المجتمعات؛ من خلال التقنيات الحديثة والمتوفرة سواء القنوات الفضائية، وتحديداً عبر الإنترنت الذي يُعتبر المصدر الأوفر ملاءمة مع هذا الفكر ومواءمة مع توجهات قادتهم".
 
وبيّن: "المملكة من الدول التي كان لها السبق في الاهتمام بما يحقق أساسيات ودعائم الأمن الفكري؛ بل ودعمه معنوياً ومادياً؛ ممثلة في وزارة الداخلية، ومن ذلك تصريحات مدير مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، أن المركز صَرَف أكثر من مليار ريال للمستفيدين من برامجه الإصلاحية وخدماته الإنسانية؛ ناهيك عن جهود بقية مؤسسات الدولة الأخرى؛ من إقامة المعارض الاجتماعية واللقاءات العلمية والمؤاتمرات الإعلامية، وآخرها ندوة (المجتمع والأمن) التي أقامتها كلية الملك فهد الأمنية، تحت رعاية ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية بعنوان (شبكات التواصل الاجتماعي وأبعادها الاجتماعية والأمنية)".
 
واستطرد: "حينما نغوص في آراء بعض النخب الاجتماعية والدينية والسياسية بالبلاد العربية عامة والخليجية خاصة والمنشورة بالفضاء الإلكتروني، نجدهم متفاوتين ما بين مؤيد ومتحفظ ومعارض؛ لذلك فالمصطلح (الأمن الفكري)، وبمقارنته مع تصريحات مَن ابتلي بالفكر الضال في أنفسهم أو أهليهم وما يُنقل عنهم من السلوك والتصرف والاعتقاد ما يشيب منه الرأس، نأسف على ذلك؛ فهم لم يعلموا أن خدمة الوطن والدفاع عنه ملك الجميع، وليست حكراً على رجال أمنه وحراس حدوده".
 
وواصل: "الله -سبحانه وتعالى- ميّز الإنسان من بين مخلوقاته بالعقل المدرك والمميز والواعي؛ وذلك لأهميته ومآلاته على مستوى التفكير والتمييز والتصرف، وبناء عليه حث الدين الإسلامي على حفظ الضرورات الخمس التي من بينها (العقل)؛ بسبب أن الذي يفسد عقله لا يمكن أن يقوم بحفظ بقية الضرورات".
 
وأضاف: "من فقد عقله بالنوم أو غيره سقط عنه التكليف ورُفع عنه القلم، وآيات القرآن الكريم مليئة بالآيات الداعية إلى استعمال العقل والتفكر في أكثر من موضع وسياق، وإذا كانت هذه أهميته الدينية ومنزلته الإنسانية فإن من الرجاحة الإنسانية والضرورة المجتمعية والمتطلبات العصرية أن يحافظ عليه ويصقل لتنميته وتقويته حياتياً؛ ليشمل كل شرائح المجتمع، لغرض مواجهة التحديات والتهديدات الداخلية والخارجية و(التخريب الفكري) الذي يحاول متزعموه إلباسه ثوب الدين، واستعمال العاطفة لتحقيق مآربهم الخبيثة، واستغلال الأحداث الداخلية والخارجية في التأثير والتجنيد والتحريض؛ فاقرأ إن شئت ما يُبَث عبر وسائل الإعلام الجديدة تدرك مصداق ذلك".
 
وقال: "إن مِن المصطلحات المقابلة بالضد والواقية من التخريب الفكري، ما يسمى بـ(الأمن الفكري)، والذي نستطيع أنه نعرّفه بـالإجراءات التي تُتخذ لأجل سلامة الفكر من الانحراف الذي يشكل تهديداً على الأمن الوطني أو أحد مقوماته الفكرية، والعقدية، والثقافية، والأخلاقية، والأمنية"، وترجع أهميته إلى ارتباطه بأنواع الأمن الأخرى، وأنه الأساس لها، والركن الأهم في نظم بنائها".
 
واختتم: "من الطُّرَف في هذا المجال، تلك القصة التي تروى عن أحد المقيمين انتقد تنفيذ حد السرقة، ونعته بالحكم الجائر، ولما سُرِق إذا به يُطالب بإعدام السارق وصلبه، وكما قيل في المثل الشعبي (اللي يده في الماء ليس كما الذي يده في النار)".
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org