"الملك عبدالله" والمتربصون بالعرب

"الملك عبدالله" والمتربصون بالعرب
نجح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في إطفاء نار فتنة الخلاف والنزاع بين جمهورية مصر العربية ودولة قطر، وجعلهما يطويان صفحة التأزم في العلاقات بين البلدين، ويفتحان مرحلة جديدة من علاقات الأخوّة والتقارب والتعاون بينهما.
 
ولعل تولي الديوان الملكي إعلان المصالحة، وليس أي جهة أخرى، ومباشرة معالي رئيس الديوان الملكي السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأستاذ خالد التويجري نقل رسائل خادم الحرمين الشريفين بين القيادتين المصرية والقطرية، وتقريب وجهات النظر بينهما، يثبت أن الملك عبد الله مهتم شخصياً بهذا الملف، وتابعه بنفسه لإيمانه بأهمية رأب هذا الصدع العربي المزمن، ولإدراكه ما سيتحقق من مكاسب لوطننا العربي، أهمها توحد أو على الأقل تقارب الصف العربي، وقطع الطريق على الأطراف الخارجية المتربصة بمنطقتنا الواقعة بين إيران وإسرائيل وتركيا، وغيرها من الأطراف والمنظمات التي تنمو كالديدان في المناطق الرخوة من جسد الأمة العربية، التي تأن من تأجج نار الاقتتال الطائفي في العراق وسوريا واليمن، وسيطرة حزب طائفي على حكومة منتخبة في لبنان، ومنعه من تعيين رئيس للجمهورية.. كل ذلك يأتي بالتزامن مع تلاشي القوة الأمريكية، وانصراف شمسها عن منطقتنا في ظل وجود الرئيس "أوباما" الذي يعتبر أضعف رئيس أمريكي يمر على الولايات المتحدة.
 
إذا أريد لاتفاق المصالحة بين الأشقاء في مصر وقطر أن ينجح، ويتحقق على أرض الواقع، فيجب أن يتوقف السجال الإعلامي بين الدولتين حالاً، ودون أي تلاوم أو تساؤل أو ترامٍ بالمسببات والنتائج؛ فتغليب المصلحة العليا للشعبين وللأمة كفيل بقطف ثمار هذه المصالحة، وجعلها نموذجاً يمكن أن يصدّر إلى غيره من الخلافات العربية الأخرى. فالإعلاميون قبل الساسة مطالَبون بالتصدي لمهامهم القومية، وإدراكهم أهمية وحساسية المرحلة التي نمر بها جميعاً نحن العرب، والابتعاد عن الحديث بلغة التنازلات أو أسلوب الاستعلاء مهما صغر مساحة بلد أو عظم سكان بلد أو قوة اقتصاد بلد آخر؛ فلكل دولة مقوماتها التي تؤهلها للعب دورها الإقليمي وتأثيرها في المحيط.
 
إن المستقبل القريب سيحدد مصير مستقبل العلاقات بين الدولتين، ومعهما دول مجلس التعاون الخليجي ككيان مؤثر ومتأثر، وقد يشهد هذا المستقبل عقد قمة ثلاثية تجمع قيادتي البلدين في ضيافة خادم الحرمين الشريفين، يتم خلالها رسم خارطة المستقبل الذي يجب أن يحتمل ويتقبل الاختلاف بعيداً عن الخلاف.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org