ولعل تولي الديوان الملكي إعلان المصالحة، وليس أي جهة أخرى، ومباشرة معالي رئيس الديوان الملكي السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأستاذ خالد التويجري نقل رسائل خادم الحرمين الشريفين بين القيادتين المصرية والقطرية، وتقريب وجهات النظر بينهما، يثبت أن الملك عبد الله مهتم شخصياً بهذا الملف، وتابعه بنفسه لإيمانه بأهمية رأب هذا الصدع العربي المزمن، ولإدراكه ما سيتحقق من مكاسب لوطننا العربي، أهمها توحد أو على الأقل تقارب الصف العربي، وقطع الطريق على الأطراف الخارجية المتربصة بمنطقتنا الواقعة بين إيران وإسرائيل وتركيا، وغيرها من الأطراف والمنظمات التي تنمو كالديدان في المناطق الرخوة من جسد الأمة العربية، التي تأن من تأجج نار الاقتتال الطائفي في العراق وسوريا واليمن، وسيطرة حزب طائفي على حكومة منتخبة في لبنان، ومنعه من تعيين رئيس للجمهورية.. كل ذلك يأتي بالتزامن مع تلاشي القوة الأمريكية، وانصراف شمسها عن منطقتنا في ظل وجود الرئيس "أوباما" الذي يعتبر أضعف رئيس أمريكي يمر على الولايات المتحدة.