هل علاقة الشباب السعودي بوطنه مهدّدة؟!

هل علاقة الشباب السعودي بوطنه مهدّدة؟!
تم النشر في
من الأسئلة التي طرحتها سابقاً عن الشباب وعلاقتهم بالسياسة في بلادنا, تساءلت عن قبول المجتمع واستعداداته لانخراط الشباب في النشاط السياسي, وكان أول ما قفز إلى ذهني سؤالٌ عن مدى قبول مجتمعنا فكرة النشاط السياسي للشباب؟ وهل يحفز المجتمع انخراط الشباب في الشأن العام والسياسة؟ وهل هناك كيانات يمكن أن يمارس فيها الشباب تلك الأنشطة بصورة مؤسسية ومعلنة؟
 
وأنا بصدد البحث عن إجابة وافية للسؤال الأول, وكعادتي في البحث عن دراسة علمية موثقة, حتى لا نكون كجامعي الحطب في الليل البهيم, عثرت على دراسة علمية بعنوان "أثر الانفتاح الثقافي على مفهوم المواطنة لدى الشباب السعودي ـ دراسة استكشافية" من إعداد د. عثمان بن صالح العامر ـ أستاذ الثقافة المشارك ـ مدير عام إدارة التربية والتعليم بمنطقة حائل.
 
ومن الأمور التي نوّهت إليها الدراسة أن هناك ميلاً واضحاً لعدم المشاركة السياسية لدى الشباب السعودي, وأثبتت عيّنة الدراسة بعض المعلومات شديدة الأهمية, عن التصوّر العام لممارسة السياسة في مجتمعنا, حيث جاء في الدراسة:
 
 - من الأفضل أن يبتعد الفرد بنفسه عن الحياة السياسية.
 ـ أفضل أن أكون إنساناً عادياً فالحياة لا تستحق أدنى اهتمام.
 ـ المشاركة في تحمُّل المسؤولية تعرِّض الإنسان لمتاعب هو في غنى عنها.
 
وهذه الثقافة المجتمعية, عن مدى القبول بالممارسة السياسية للشباب, مشكلتها أنها تتناقل عبر الأجيال, بل تزداد رسوخاً في العقل الجمعي للمجتمع, من كثرة ترديدها, ويغذيها الواقع, الذي ربما يؤكّد بعض ما جاء فيها من مشكلات لا حصر لها تحيط بمَن يحاول أن يقترب من الدائرة المحرّمة, دائرة السياسة.
 
وأزعم أن هذه الأفكار المجتمعية, السلبية, تجاه المشاركة والاهتمام السياسي, من شأنها أن تقلل من عناية المواطن بالشأن العام, وتُصيب الانتماء في مقتل, وتجعل علاقة المواطن بالوطن مجرد رقعة جغرافية تتوافر فيها سبل العيش والكسب, ومن ثم إذا وجد  الشباب ما هو أفضل بهذين المعيارين, فإن علاقته بوطنه تكون مهدّدة إذا أردنا أن نتحلى بلحظة صدق مع النفس ونضع النقاط فوق الحروف!
 
والإجابة عن هذا السؤال في حقيقتها, جعلتنا في غير حاجة إلى البحث عن إجابات للسؤالين الأخيرين, لأنهما بمنزلة الفرع من الأصل, فالمجتمع الذي تصاحبه في صباحه ومسائه الأفكار السلبية عن المشاركة السياسية, لن يكون بأي حال من الأحوال هو المجتمع الذي يحفز الشباب على الانخراط والاهتمام بالشأن العام وفي مقدمتها الأمور السياسية, وأحوال البلد.
 
 كما أن المجتمع خالي الدسم من السياسة, لن يعنيه, ولن يفكر بداية في وجود كيانات يمكن أن يمارس فيها الشباب تلك الأنشطة بصورة مؤسسية ومعلنة, اللهم إلا الجامعات التي يدرس فيها الطلاب دراسات سياسية, تؤهله فقط للحصول على وظيفة تدر عائداً مالياً, وليس من وراء ذلك إلا الرغبة في العيش بلا متاعب.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org