"سبق" تكشف تفاصيل جريئة لإخفاء الممنوعات بإصلاحية مكة

"الثلاجة" مصطلح حساس.. وأسرار تهريب المخدرات والجوالات والأموال
"سبق" تكشف تفاصيل جريئة لإخفاء الممنوعات بإصلاحية مكة
تم النشر في
هادي العصيمي- سبق- مكة المكرمة: ما إن تبدأ عمليات التفتيش داخل السجن إلا وتُفتح "الثلاجات" لتُخبأ ممنوعات المساجين. وقد تفتقت أفكار المجرمين عن تلك المخابئ التي لا تطولها أيدي السجانين؛ فهي مخابئ تعافها النفس السوية، ويرفضها العرف والتقاليد؛ لكونها في جزء حساس من جسد السجين.
 
وفي التفاصيل، تكشف "سبق" بكل جراءة معنى مصطلح "الثلاجة" في إصلاحية مكة المكرمة، وهو مفهوم آخر لدى المساجين داخل العنابر. فما إن يبدأ تفتيش العنبر إلا ويتم تجهيز "الثلاجة"، والمقصود بها هنا مؤخرة بعض المساجين الذين امتهنوا هذه الفعلة لتوفير المال. وتستوعب "الثلاجة" كل الممنوعات ريثما ينتهي التفتيش، ثم تعاد لأصحابها مقابل 500 ريال للقطعة الواحدة، في حال كانت جوالاً أو قطعة استهلاكية، أما إذا كانت من أنواع المخدرات فهذا يتطلب أجراً أكثر!
 
وقال السجين (ع. ب) لـ"سبق" إنه لم يكن يتوقع أن تتسع "الثلاجة" لمبالغ مالية ومخدرات وبعض الجوالات؛ التي يضعها السجين في مؤخرته في ساعات التفتيش، ثم يعيدها إلى أصحابها بعد أن توضع داخل أكياس النايلون، مقابل قليل من المال. وهناك من يستأجر شخصاً ليقوم بوضع الممنوعات في "ثلاجته"، التي سبق أن هرب بداخلها مائة ألف ريال من حمامات الحرم إلى حمامات الأقسام، ومنها إلى حمام السجن الموجود بداخله!
 
وأضاف السجين (ع. ب) إن "الثلاجة" انحصرت في جنسيتين من قارة واحدة، وغالباً ما تكون مدد أحكامهم طويلة.
 
ويقول سجين آخر (ص.ع) إن داخل السجن أسراراً خاصة بين المساجين، لا تعلم عنها إدارة السجن. فالمخدرات بأنواعها داخل العنابر تُباع بكميات كبيرة، وتصل قيمة الحبة الواحدة إلى مائة ريال، وفي الأعياد إلى 200 ريال، وجرام الحشيش بمائة ريال متوافر داخل العنابر بكثرة.
 
وأشار السجين (م.ع)، الذي خرج من السجن قريباً، وتحدث لـ"لسبق"، إلى صعوبة دخول الجوالات والمخدرات بأنواعها؛ ما زاد من قيمة الجوال الذي لا يتعدى سعره خارج السجن ٣٠٠ ريال؛ إذ وصل سعر الجوال داخل السجن مع الشاحن إلى نحو عشرة آلاف ريال. وعلى الرغم من حملات التفتيش والمراقبة الدائمة إلا أنها ما زالت متداوَلَة بين السجناء.
 
وأضاف (م. ع) بأن سبب ارتفاع أسعار الجوالات هو تلقي بعض المعلومات من خارج السجن، والتفكير في كيفية دخول الممنوعات بطرق بديلة في حال كشف الطرق القديمة. ويتم تداول الجوال بنطاق ضيق لوصوله إلى أسعار خيالية.
 
ومن جانبه، قال مساعد المتحدث الرسمي للمديرية العامة للسجون، الرائد عبدالله الحربي: نعم، تم ضبط حالات كثيرة في مختلف سجون المناطق عند قيام بعض النزلاء وكذلك بعض النزيلات - للأسف - بمحاولة إدخال الممنوعات بهذه الطريقة، وذلك أثناء الزيارة العامة، وكذلك أثناء العودة من الزيارة العائلية؛ إذ تم ضبطهم بعد الكشف عليهم بالأشعة بوصفها إحدى أهم الأدوات المستخدَمَة في عمليات الضبط.
 
وأضاف الحربي "لدينا - ولله الحمد - الكوادر المؤهلة والوسائل التقنية الحديثة التي تساعد - بعد توفيق الله - في كشف الممنوعات، وحفظ النظام".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org