مشاريع درء السيول: تصريحات المسؤولين صيفاً تتحول إلى "تصريفات" شتاءً

حبات المطر على المدن تخيف سكانها بعد انتشار أخبار عن بوادر غير مطمئنة
مشاريع درء السيول: تصريحات المسؤولين صيفاً تتحول إلى "تصريفات" شتاءً
عيسى الحربي- سبق- الرياض: يتسرب الخوف إلى سكان مناطق عدة في المملكة، من تباشير موسم الأمطار الحالي، بعد انتشار أخبار تشير إلى بوادر "غير مطمئنة" لموسم غزير وشديد الزوابع، ويقف الدفاع المدني في تلك المناطق محذراً الجميع بتوخي الحذر من العواقب، التي غالباً ما تصدق.
 
وفيما شهدت محافظات جدة والطائف، ومكة المكرمة، سقوط أمطار ما بين متوسطة إلى غزيرة، مصحوبة بزوابع رعدية بداية هذا الأسبوع، دون تسجيل أي حالات طارئة، قرر أمير منطقة مكة المكرمة، الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز، قطع إجازته عقب هطول الأمطار في منطقته، وعاد إلى جدة لمتابعة آثار الأمطار هناك.
 
ومن جانب آخر، اعتبرت جمعية حقوق الإنسان، حوادث السيول والأمطار مسؤولية جنائية، ورأت أن الحوادث الناتجة من القصور في الإشراف على خزانات الصرف الصحي، هي جنائية ويحق للمتضررين مطالبة الجهات المقصرة بتعويض مالي.
 
ويلقي مواطنون في مناطق متفرقة، باللائمة على أمانات المناطق، وتصريحات المسؤولين فيها، التي تتناول خطة كل أمانة لمواجهة أخطار السيول، ويرون أن هذه الخطط لم تنفذ بالشكل الذي أظهرته التصاريح الصحافية، مطالبين بلجان تحقيق، تحاسب كل مسؤول، عن تصريحاته التي يطلقها صيفاً، ولا تنفذ شتاءً.
 
ويقول المواطن فؤاد الشمري من جدة، إن "موسم الأمطار في المملكة كل عام، بدا وكأنه مسرح، تعرض عليه مسرحيات هزيلة، يضحك فيها المسؤول على المواطن، ويوهمه أن أضرار الأمطار باتت جزءاً من الماضي، وأن هناك خططاً جديدة وحديثة، لمواجهة الأمطار والسيول، ولا ينسى المسؤول أن يستعرض إمكانات الأمانة وإنجازاتها في مواجهة السيول".
 
ويتابع: "ولكن سرعان ما يتغير الأمر عند أول اختبار حقيقي، تهطل فيه أمطار متوسطة، وليست غزيرة على المنطقة، حيث تغرق الأماكن في شبر ماء، وتتلف المركبات وتتوقف من ارتفاع منسوب المياه، وتتساقط لافتات المحال، يعقب ذلك تصاريح المسؤولين أنفسهم، يلقون بالمسؤولية على جهات أخرى، بعد أن يبرئون ساحتهم من أي تقصير".
 
ويدعو "الشمري" إلى رصد تصاريح كل مسؤول عن مشاريع السيول، ومحاسبته على هذه التصاريح، إذا لم تنفذ على أرض الواقع، وقال: "نحن من ندفع الثمن في أي أخطاء ترتكب في هذه المشاريع، من العيب أن تشكو دولة بإمكانات المملكة من أخطار السيول منذ سنوات مضت، ولا توجد الحلول الناجعة لوقفها".
 
هدر المال العام
ويتفق عبدالرحيم الخاتم، مع "الشمري"، ويرى أن مشروعات درء سيول الأمطار في المناطق تبدو أقل بكثير في الضخامة والجودة من الميزانيات المرصودة لها، وقال: "لا أتهم أحداً باختلاس المال العام، ولكن أعتقد أن مشاريع درء سيول الأمطار، لا تحظى بالاهتمام الكافي من المقاولين المنفذين، ولا تحظى بالاهتمام الكافي أيضاً من الجهات المشرفة، وهي الأقسام الهندسية في الأمانات، التي لا عذر لها في تنفيذ مشاريع على مستوى عالٍ من الجودة والتقنية، التي توقف أخطار السيول، خصوصاً إذا علمنا أن هناك ميزانيات الأمانات ضخمة جداً، وللأسف يدفع ثمن هذا التخبط المواطن العادي، الذي يتحمل أخطاء الآخرين.
 
استعدادات المدن
وأعلنت أمانة جدة في الأسبوع الماضي، عن تأمين معدات وآليات ضخمة، لشفط المياه من 688 موقعاً لتجمع المياه، وقالت إنها استعدت لموسم الأمطار بتخصيص نحو 1600 عامل موزعين على فترتين صباحية ومسائية وتجهيز 512 معدّة منها مضخات شفط متعددة الأحجام موزعة على نطاق 14 بلدية فرعية للتعامل مع آثار الأمطار حال هطولها في أنحاء المحافظة وتتوزع على جميع أحياء جدة.
 
وفي موازاة ذلك، أطلقت إدارة الدفاع المدني تحذيراتها للمواطنين والمقيمين على حد السواء، لتجنب مجاري السيول وتصريف السيول والبرك المائية.
 
ودعا الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في منطقة مكة المكرمة العقيد سعيد سرحان، المواطنين والمقيمين، بتوخي الحذر والحيطة وتجنب جميع أماكن مجاري السيول وتصريف السيول والبرك المائية الناتجة من الأمطار ومصادر الكهرباء والمجسمات الجمالية على الشواطئ؛ نتيجة تعرض أجزاء من منطقة مكة المكرمة لحالة جوية ممطرة مصحوبة برياح سطحية تشمل رابغ، النصايف، مستورة، حجر، الجحفة، المزرع، ثول، والأجزاء المجاورة، ذهبان، جدة، خليص، عسفان، هدى الشام، بحرة، مكة المكرمة والأجزاء المجاورة. وفي الطائف دعت إدارة الدفاع المدني المواطنين والمقيمين إلى أخذ الحيطة والحذر من المكوث والتنزه في بطون ومهابط الأودية هذه الأيام مع حلول موسم الأمطار.
 
سيناريو التبرير
الأمطار التي شهدتها محافظة الطائف الخميس الماضي، أحدثت عملية احتجاز لـ15 مواطناً، وحالات طمر سيارات، وتمركزت في مناطق متفرقة كان أكثرها تأثيراً الأمطار التي هطلت على حي المنتزة ووادي "ليه" ومنطقة السر والهدا.
 
 وتبريراً للحادثة، ظهر أمين الطائف محمد المخرج في حديث فضائي مع الزميل علي العلياني في برنامج يا هلا قائلاً : "الأمانة أعدت دراسة "هيدرولوجية" لكامل المدينة والهدف منها ترجمة المشاريع إلى تصريف الأمطار والسيول، ومخطط المنتزة هو يقع في سفوح الجبال والأمانة نفذت عبّارة ذات شقين، شق يدخل في ضمن أملاك مواطن، والشق الآخر يدخل في مخطط، وتسبب نباتات الحلفا التي تنشأ في تجمعات المياه ومع عمليات "الطمي" انسابت مياه الأمطار باتجاه العبارة التابعة داخل مزرعة المواطن وأصبح هناك انسداد وتجمعت المياه لترتد إلى الطرق المجاورة وأغرقت المركبات".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org