"كامب ديفيد".. هل ستكشف الحقائق وينتهي زمن النيات الأمريكية الطيبة؟

زعماء الخليج يحملون هموم أمة الحزم وينتظرون من أوباما أفعالاً لا أقوالاً
"كامب ديفيد".. هل ستكشف الحقائق وينتهي زمن النيات الأمريكية الطيبة؟
تم النشر في
غزوان الحسن- سبق- الرياض: يحمل زعماء الخليج قضايا أبناء جلدتهم العرب إلى قمة كامب ديفيد ليناقشوا تداعيات الظروف الإقليمية الحساسة التي تمر بها المنطقة والتدخلات الإيرانية بقضاياها، ومنها الملفان اليمني والسوري، حيث يصغي العالم إلى أبرز ما يقوله المجتمعون في ظل ظروف يبدو أنها لن تجدي معها الوعود المعسولة والكلمات المنمقة.
 
واعتبر عدد من المتابعين ورجال السياسة في حديثهم لــ "سبق" أن هذه القمة مفصل حقيقي يفسر حقيقة النوايا ويوضح أفعال السياسة الأمريكية الأخيرة التي وصفوها بالغامضة في عدد من قضايا المنطقة العربية، ومنها القضية السورية والحالة اليمنية والتدخل الإيراني الواضح في القضيتين.
 
الأمن الخليجي 
قال الإعلامي والكاتب اليمني الدكتور فيصل العواضي لــ "سبق": إن دول الخليج حملت الوضع اليمني إلى كامب ديفيد كشأن يمس الأمن الخليجي والعربي برمته بالدرجة الأولى.
 
وأضاف: اتخذت دول المجلس قرارها بحماية أمنها، والكرة الآن في ملعب الأمريكان، والسؤال: هل سيقدمون لدول المجلس تعهدات واضحة من إيران ربما تتعدى الموضوع اليمني إلى الموضوع العربي برمته؟ فنحن موجودون على الأرض للدفاع عن أمننا الإقليمي ولن نقدم أي تنازلات بل إن على إيران تقديم التنازلات من جانبها كإثبات حسن النية.
 
يأتون لخياراتنا
وتابع علينا ألا نستقرئ الواقع بعقلية ما قبل عاصفة الحزم بمعنى أننا لا ننتظر أولا نبني تحركاتنا على مواقف الآخرين وإنما من خياراتنا نحن، وعلى الآخرين أن يأتوا إلى خياراتنا مع التأكيد أن دول الخليج لا تحمل أي خيارات عدوانية تجاه أحد لكنها لن تتساهل في موضوع أمنها.
 
وبين الكاتب العواضي: بعد عاصفة الحزم التي علمت بها أمريكا قبيل ساعات أو ربما دقائق، جعلها تفكر في العمل على إقناع دول الخليج أنها لا تزال عند مسؤوليتها في حماية أمن الخليج كي لا تجد نفسها وقد تجاوزها الخليجيون بعد اتخاذهم القرار بحماية أمنهم لأنفسهم.
 
المبادرة الخليجية 
وأشار العواضي إلى أن محور الاجتماع هو أمن الخليج والمطامع الإيرانية وقد سمعنا تصريحات الأمريكان وعلى رأسهم أوباما وقلقهم من دعم إيران للمتمردين الحوثيين، وبين أن موقف الدول الخليجية قوي طالما هم موجودون على الأرض ولا يستجدون الموقف من حالة ضعف وستعمل أمريكا على الضغط المشترك في مواجهة إيران وروسيا والحل الشامل في اليمن لا يكون إلا عبر بوابة المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وأن قرارات الشرعية الدولية تؤكد على هذه المرجعية بوضوح ولن يكون هناك حوار وإنما نزع أسلحة المليشيات وتنفيذ قرارات مجلس الأمن والمضي في تنفيذ مخرجات الحوار.
 
خارج الحسابات
وأردف: بخصوص الهدنة لا نتفاجأ بأي خروقات لأنهم في الأصل لا عهد لهم ولا ميثاق، وثانيا هم الآن مع حليفهم الرئيس المخلوع لا أمل لهم في الوجود السياسي في مستقبل اليمن ولا أمل لهم في تحقيق انتصار سياسي يساومون عليه، ولذا فهم خارج كل حسابات العقل والمنطق التي يمكن أن نبني عليها موقف بشأنهم، لكن كما قلت علينا ألا نفاجأ وأن نكون مستعدين لمواجهة أي خروقات يقومون بها والمقاومة تعرف هذا الأمر جيداً كما أن قوات التحالف ترصد الموقف على الأرض ولن تسمح بأي تمدد أو استغلال للهدنة لترتيب صفوف قوات صالح والحوثيين.
 
أوراق ضغط 
بدوره أشار الكاتب الصحفي "أحمد رناح" إلى أن الخليجيين لديهم الكثير من أوراق الضغط، إذا استطاعوا استخدامها والتلويح بها فيمكن أن يحصلوا على مكاسب كثيرة، خصوصاً في إيقاف المشروع الإيراني الذي أشعل المنطقة، وأضعف التقارب الأمريكي الإيراني على حساب دول الخليج.
 
وأضاف أن أكبر أوراق الضغط هو التحالف الدولي العربي والإسلامي الذي استطاعت المملكة أن تبنيه خلال فترة وجيزة وبطريقة سريعة واستراتيجية خاطفة أربكت حسابات الكثير من الدول الكبرى.
 
قمة مفصلية:
واعتبر الكاتب اليمني بحيح أحمد أن قمة كامب ديفيد مفصلية وستوضح حقيقة السياسة الأمريكية في المنطقة وتضع النقاط على الحروف، خصوصاً عقب حالة التماهي والتناغم بين الولايات المتحدة الأمريكية مع إيران وما يتعلق بملفها النووي.
 
وأشار إلى أن كامب ديفيد سوف تكشف الموقف الأمريكي إزاء أحداث المنطقة 
 
ثقة مطلقة 
وبدورهم أعرب عدد كبير من الشخصيات السورية المعارضة ومنهم رئيس حكومة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد طعمة وبرهان غليون ورياض حجاب ورياض سيف وسليم إدريس ومعاذ الخطيب وميشيل كيلو وهيثم المالح عن ثقتهم المطلقة بان قادة الخليج ينظرون إلى القضية السورية على أنها قضيتهم.
 
وقال الرئيس السابق للمجلس الوطني السوري، برهان غليون لقناة "الحدث": إن الهدف من مناقشة الملف السوري في كامب ديفيد بين الخليجيين وواشنطن هو التذكير بمطالب الشعب السوري لوقف العنف والتسريع في إيجاد حل للأزمة السورية، وهو ما يمثل ضغطا على الإدارة الأمريكية، خاصة في وجود مؤشرات لانهيار نظام الأسد.
 
آمال كبيرة 
وأكد المعارضون السوريون أن السوريين بكل انتماءاتهم يعقدون الأمل على الجهود الكبيرة التي يبذلها هؤلاء القادة لدى الدول الشقيقة والصديقة. وطالبت المعارضة السورية بمضاعفة الجهود لإنشاء منطقة آمنة لحماية المدنيين، وتمكين السوريين من الدفاع عن أنفسهم بجميع الوسائل ضد القصف بالبراميل المتفجرة والغازات الكيمياوية، وإلزام نظام الأسد بتطبيق بيان جنيف، ونقل السلطة إلى هيئة حكم انتقالية تتمتع بكافة الصلاحيات التنفيذية والتشريعية.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org