"العمر": المنطقة تشهد غليانًا سياسيًّا وفكريًّا ونحتاج لسرعة اتخاذ القرار

قال: أثّرت في محاولات هز استقرار بعض الدول.. وعلى رأسها السعودية
"العمر": المنطقة تشهد غليانًا سياسيًّا وفكريًّا ونحتاج لسرعة اتخاذ القرار
تم النشر في
محمد الزهراني- سبق- الرياض: قال الكاتب السعودي والباحث في الحركات الإسلامية محمد العمر، في مقال خص به "سبق"، إن ‏‫منطقة الشرق الأوسط تعيش حالة من الغليان السياسي والفكري تجاه الأوضاع التي تجري بها، خاصة في مَواطن النزاع، التي أثّرت بشكل جلي في محاولات هز استقرار بعض دول المنطقة، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية.
 
وأضاف: "نحن بحاجة إلى سرعة اتخاذ القرار السريع لمواجهة الأزمات المتسارعة التي لا يمكن أن نبقى متفرجين على تطورها، أو منتظرين لردود أفعال من دولٍ عظمى هي في الأساس مشاركة في إشعال أزماتنا، أو الاتكال على دولة أو أخرى لحمل كاهل المسؤولية لطرح الحل والتبني".
 
وتابع: "في الأزمة السورية لا يمكن بأي حال من الأحوال فصل تركيا وإيران عنها، ومن هنا يتضح أن السعودية قد تتعامل مع المشهد بشكل مغاير، وتحتاج للتفاهم مع أنقرة حول دمشق من ملفات عدة، كانت الأُولى تواجه اتهامات حولها".
 
وبيّن: "أما الوضع اليمني فإن دول الخليج لم تقف جانباً وتتخلى عنه، خاصة منذ أن بدأت الأحداث في ٢١ ديسمبر الماضي بعد احتلال الحوثيين للعاصمة صنعاء، بل كانت تتابع بدقة وحذر، وان التطورات الأخيرة التي تُعد إيجابية، والتي تجلَّت من خلال فك حصار الرئيس اليمني وتوجهه إلى عدن، تشير إلى بدء رسم خريطة جديدة للتعامل مع المحتل، وقطع الطريق عليه وعلى تدخلات طهران الفاضح".
 
واستطرد: "في الشأن الليبي على العالم العربي عامة والإفريقي خاصة أن يدركوا جيداً أن ليبيا لا تشبه العراق ولا سوريا ولا اليمن، وأن تركها لمصيرها دون تدخل عسكري وسياسي أو على أقل تقدير الدعم التسلحي للجيش الليبي المعترف به رسمياً سيعزز من دور العصابات الإجرامية والميليشيات الإخوانية لتقوم بتلغيم كامل إفريقيا، وحينها سندخل في دوامة جديدة تعيد لنا المشهد الجزائري إبان تسعينيات القرن الماضي، ولكن بصورة أكثر شمولية وتطوراً".
 
وأردف: "صحيح أن تنظيم داعش يعيش الخناق الحقيقي عبر استهدافه جوًّا بطائرات التحالف الدولي وأيضًا العمليات الجوية والبرية في ليبيا، إلا أنه في المقابل يُظهر السيطرة وإثبات القوة، بينما الصورة على الأرض وحسب المعلومات والتقارير المخابراتية أن التنظيم بدأ حقيقة يخسر العديد من مقاتليه وأرتاله، لكن لا يمكن التكهن دائماً بخسارته، فهو نشط بشكل فاعل في تجنيد مقاتليه ومنظريه من خلال الهلامة الإعلامية التي يمتلكها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وبذلك يسوّق لنفسه في أقطار العالم أجمع وليس فقط في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وشرق آسيا".
 
وأكد: من التكتيكات والمناشط الجديدة التي يجددها التنظيم لجلب مقاتليه من مختلف الجنسيات والأعراق ما يقوم به في كل بقعة يوجد فيها، وذلك عبر إرسال مقاتليه من العراق وسوريا لأجل التنظير والدعم وأخذ البيعات، إضافة إلى التدريب والتوجيه للقيام بالعمليات القتالية، وهذا ما حدث بالتحديد مؤخراً في ليبيا عندما أرسل داعش بعض قيادييه، وعلى رأسهم البحريني «تركي البنعلي» الذي استقر في مسقط رأس الرئيس السابق الراحل معمر القذافي.
 
وتابع: لذا لا أستبعد ظهور مهاجرين في أرض ليبيا في وقت لاحق فيما لو لم يتم أخذ أي تدابير دولية ضد هذا التنظيم وبقية الميليشيات، كما أنه يسعى في مرحلته الأولى على أرض ليبيا إلى تجنيد ليبيين وأفارقة لأجل القيام بالعمليات الانتحارية والمواجهات القتالية، إضافة إلى استقطاب مسلمين أوروبيين غير عرب، من أجل تهيئتهم للانتقال في رحلة عكسية إلى فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وغيرها من الدول الأوروبية، وحتى الولايات المتحدة الأمريكية، لتنفيذ أجندته هناك، كما أننا لا نستطيع التكهّن بالجزم مع داعش، فهو دائمًا يفاجئنا بعملياته وأجندته وخططه.
 
وختم: "في العراق وسوريا نحتاج إلى إشراك قوات برية؛ كون القتال الجوي يتجنب مواطن الاكتظاظ السكاني؛ كون التجمعات الداعشية ومراكز القيادات والتدريب ومخازن السلاح والعتاد توجد داخل مناطقه التي يسيطر عليها، فالتدخل البري يُقدِّم مساحة أكبر لخوض قتال من شأنه إنهاء الوجود الداعشي في تلك المناطق".

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org