معرض الكتاب.. وليس معرض الاكتتاب!

معرض الكتاب.. وليس معرض الاكتتاب!

تم النشر في
لا حديث لوسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والمجالس هذه الأيام إلا عن معرض الكتاب وما عُرض فيه من كتب ومؤلفات، وكذلك ما سيعقد على هامشه من أنشطة وبرامج. وهذا الاحتشاد يدل على أن مستوى الاهتمام بالقراءة والإقبال على الكتب زاد في الأعوام الأخيرة على ما كان عليه من قبل. ولذلك أسباب كثيرة، أبرزها – في رأيي - انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، التي ساهمت في التسويق للقراءة من خلال التواصل المباشر مع المفكرين والمثقفين ومحبي القراءة، والترويج للكتب والمؤلفات التي يرى المستخدمون أنها متميزة، وتوجههم نحو التزود بالعلوم والمعارف عن طريق قراءة الكتب لإثبات وجودهم وإثراء حساباتهم في تلك المواقع.
لكن المشكلة هي أن الالتزام بمبادئ وأخلاقيات التأليف تراجع في السنين الأخيرة؛ ما جعل رفوف معارض الكتب والمكتبات تغص بأوراق مرصوفة لا قيمة لها، تسمى ظلماً وإجحافاً كتباً! بل إن تلك الرفوف تحتضن مؤلفات في مجالات يحكمها الاختصاص، وفيها من المغالطات ما لا يمكن توقع صدوره من شخص غير مختص. وقد اشتريت بنفسي في السنة الماضية مؤلَّفاً باهظ الثمن في أحد تلك المجالات، وصُدمت بالأخطاء الفادحة والمغالطات التي حواها. وعندما أتممت قراءته اتضح لي أنه ليس إلا استجداء وتزلفاً على طريقة الأساتذة!
أتفق مع مَن يقول إن الإقبال على القراءة أمرٌ حسن في ذاته. ولكن هذا الإقبال قد يكون ضرره أكثر من نفعه إذا لم يجد القارئ من يرشده إلى الكتب الجديرة بالقراءة والاهتمام، من خلال التوعية ونشر ثقافة اقتناء الكتب. وهذا الدور يقع على عاتق أهل الاختصاص في المجالات العلمية المختلفة، والمفكرين والمثقفين غير أولي الضرر. وفي الوقت ذاته يجب أن تمارس الإدارة المعنية بالتأليف في وزارة الثقافة والإعلام دورها المرجو إزاء إجازة المؤلفات من الناحية الفنية بموضوعية وشفافية، وإلا فلا أستبعد أن يقف على الرف غداً مؤلَّف بعنوان "ما عندك أحد"، أو مؤلَّف يحتضن غلافه رقم (البي بي) الخاص بكاتبه!
 
نقطة نظام:
سمعتُ الكثير من الثناء على مؤلَّفات عديدة من أناس أثق بآرائهم، ولكنني أبيت اقتناءها بسبب عناوينها الساخرة التي لا تنسجم مع ما أكنه للكتب من هيبة واحترام!
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org