الأجنحة المطلة على الحرم المكي تلامس الـ ٤٠٠ ألف ريال في العشر الأواخر

الأثرياء تركوا العقود التجارية وانشغلوا بقراءة القرآن الكريم
الأجنحة المطلة على الحرم المكي تلامس الـ ٤٠٠ ألف ريال في العشر الأواخر
تم النشر في
هادي العصيمي- سبق- مكة المكرمة: تنافسٌ أرستقراطيٌّ ذلك الذي تشهده الفنادق المطلة على الحرم المكي للظفر بجناح ٥ نجوم لقضاء العشر الأواخر من رمضان بالقرب من أطهر بقاع الأرض في أكثر الأوقات روحانية على مدار العام، حيث وصلت مبالغ بعض الأجنحة الفاخرة قرابة الـ ٤٠٠ ألف ريال، عداً ونقداً خلال هذه الفترة.
 
وفي لوبي تلك الفنادق الفاخرة، ومع كثرة رجال الأعمال والأثرياء المشاهير منهم وغير المشاهير، يخيل لك أنك في إحدى الغرف التجارية التي تعج بهم، إلا أن الفارق أنهم القوا بالعقود التجارية ووثائق المناقصات جانباً وانشغلوا بقراءة القرآن الكريم وأداء صلوات الفريضة والقيام في المصليات المخصصة في تلك الفنادق.
 
وأكد مسؤول الحجوزات في أحد فنادق الخمس نجوم المجاورة للمسجد الحرام في مكة المكرمة "المنطقة المركزية" لـ "سبق" أن أسعار إيجار الأجنحة الملكية في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك والمطلة على الكعبة المشرفة وصحن المطاف في العشر الأواخر وصلت إلى 400 ألف ريال، وتتراوح قيمة إيجار الغرف الأقل إطلالة من 100 ألف ريال إلى 200 ألف ريال قيمة إيجار العشر الأواخر وبلغت نسبة التشغيل 100 % ولا توجد غرف شاغرة.
 
وفي حال طلب النزيل سريراً إضافياً حتى تتسع الغرفة لثلاثة أشخاص، يضاف للمبلغ السابق بعد الخصم 8 آلاف ريال، وتبلغ مساحتها 35 متراً مربعاً وفيها سريران، بالإضافة إلى دورة مياه ومطبخ تحضيري للمشروبات الساخنة.
 
وأشار مسؤول الحجوزات بأحد الفنادق سامي الغامدي أن أغلب من يقطنون الفنادق القريبة من الحرم والمطلة هم من رجال الأعمال والتجار من مدينة جدة وأما التي تبعد بنحو 400 متر عن المسجد الحرام فأسعار الغرف فيها خلال العشر الأواخر تصل إلى 26 ألف ريال للغرفة المفردة مع وجبة إفطار، بينما الغرفة المزدوجة 30 ألف ريال مع وجبة الإفطار.
 
"سبق" قامت بجولة ميدانية في أحد الفنادق المطلة على المسجد الحرام وتحدثت إلى أحد نزلاء الفنادق المطلة على الحرم وقال عبدالعزيز محمد إن غالبية رجال الأعمال خاصة من مدينة جدة يتواجدون في العشر الأواخر في الفنادق القريبة والمطلة من المسجد الحرام والاستمتاع بالأجواء الروحانية في الشهر الفضيل ويدفعون مبالغ طائلة في سبيل التمتع بالهدوء وتخصيص أوقات لقراءة القرآن والحرص على صلاة القيام وأنها أيام معدودات لا نحسب للمال ما دام في مرضاة الله عز وجل، ونسأل الله القبول.
 
كما رصدت "سبق" مفارقة بين نسبة الأرباح الطائلة التي تجنيها تلك الفنادق من التأجير الموسمي وعلى ما تقدم من رواتب متدنية لموظفي الاستقبال التي لا تتجاوز 3000 ريال فقط بالرغم من المجهود والإرهاق الذي يتعرضون له من ضغط العمل خلال موسم رمضان.
 
وقال وليد أبو سبعة رئيس لجنة الفنادق سابقا وعضو الجمعية السعودية لمرافق الإيواء السياحي: عندما نتحدث عن نسبة التشغيل في الفنادق والوحدات السكنية المفروشة يجب أن نقسم مكة المكرمة إلى قسمين حتى نعرف حجم نسبة الإشغال فالقسم الأول هو المنطقة المركزية المجاورة للمسجد الحرام فتعتبر نسبة التشغيل في العشر الأواخر تتجاوز 95 % والأسعار تجدها متباينة حسب قربها من المسجد الحرام والإطلالة المباشرة على الحرم الشريف، وتتراوح من 12000 ريال في العشر الأواخر حتى وصولها إلى 40 ألفاً، أما القسم الآخر الفنادق التي تقع خارج المنطقة المركزية فنسبة التشغيل تكون أقل نسبياً حتى خارج الدائري الثالث وتتراوح أسعار الغرف لليوم الواحد 300 ريال إلى 100 ريال في الوحدات السكنية وتعتبر منخفضة جداً بسبب المشاريع التوسعية في المسجد الحرام وتقليص عدد التأشيرات للمعتمرين والحجاج وتوقع عودة الانتعاش بالارتفاع بعد افتتاح التأشيرات في العام القادم، بإذن الله.
 
وأرجع ارتفاع أسعار غرف الفنادق القريبة والمطلة على الحرام الشريف ووصولها إلى أسعار مبالغ فيها، إلى حجزها من قبل مسوقين سياحيين ولها زبائن من رجال الأعمال الذين يفضلون الهدوء والسكينة وتقديم خدمات خمسة نجوم ولقربها من المسجد الحرام.
 
وأضاف أن حجم الفنادق التي تم التصريح لها تجاوزت 1000 فندق وهذا العدد ضخم جداً يساوي نصف عدد إجمالي الفنادق المصرح بها في المملكة، كما قدرت عدد الغرف بـ 172 ألف غرفة في مكة المكرمة.
 
 
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org