"ماذا يريد التربويون من الإعلام؟".. سؤال حائر منذ 30 عاماً!

عيسى الحربي- سبق- الرياض: جدد تربويون وإعلاميون، مساء أمس، في منتدى "قرطبة" التربوي طرح سؤال حائر تنقل منذ 30 عاماً بين الندوات الثقافية والتعليمية والمنتديات، وغرف التحرير الصحفي، ومحاضن التربية، دون أن يحدد أي من المتحاورين والكتّاب الإجابة المختصرة للسؤال: "ماذا يريد التربويون من الإعلام؟"، وهو الهم الذي يحمله الطرفان للمصلحة العامة.

 

وحفلت الأمسية الثقافية التي نظمها مكتب التربية والتعليم بقرطبة التابع لـ"تعليم الرياض" بمداخلات متنوعة، وتقاذف الكرة بين التربويين بحضور الدكتور إبراهيم المسند مدير التربية والتعليم بالرياض، والإعلاميين بوجود ضيف المنتدى رئيس تحرير صحيفة الجزيرة خالد المالك.

وفي الوقت الذي أكّد الطرفان أن الإعلام شريك التربية، ولا ينهض أحدهما دون الآخر، إلا أن "المالك" دافع عن الإعلام ببسالة؛ لأنه قدّم الدور المناط به كناقل للحدث وموجه إيجابي للمجتمع.

أدار الأمسية مدير مكتب التربية والتعليم بقرطبة سهم بن ضاوي الدعجاني، وأشار في افتتاحيته إلى أن "منتدى قرطبة الأول" وجد كبادرة للجمع بين قيادات العمل التربوي لكل من يتقاطع معهم في مجال التربية والتعليم.

 

وأضاف: "لإيماننا بأهمية الإعلام، ودوره الكبير في التأثير المجتمعي، فقد آثرنا أن تكون البذرة الأولى للمنتدى حول التربية والإعلام".

 

وبدأ ضيف الأمسية خالد المالك حديثه مبيّناً أن العلاقة بين التربية والتعليم والإعلام هي علاقة شائكة، مبيّناً أنه شارك قبل أكثر من 30 عاماً في ندوات كهذه، ولم يتغير أي شيء مما طرح في الندوات والمحاضرات.

 

ودافع "المالك" عن الإعلام في رده على وجهة نظر رئيس لجنة التعليم الأهلي في الغرفة التجارية والصناعية بالرياض الدكتور عبدالرحمن الحقباني والذي قال: "إن الإثارة هي شعار الصحفيين، فهم يبحثون عن موقف سلبي، وهذه المواقف أعطت المجتمع أن التربية غير سوية، والناس على دين إعلامهم!"، ليجيب "المالك": "وسائل الإعلام لا تخلو من نشر بعض السلوكيات السلبية التي تصدر من الطلاب داخل المدارس، ويهدف في بعض طرحه إلى التوعية وتصحيح الوضع القائم. والسؤال: كيف نتوصل إلى صيغة استراتيجية معينة لنغلق الطريق على من يسعدهم وجود الفوضى في المجتمع التربوي؟".

 

وأكّد المالك في رده على مداخلة المشرف التربوي "عبدالله الدرع" أن هناك أخطاءً وتجاوزاتٍ في الحقل التربوي، والقطاعات الأخرى، وأيضاً حتى في وزارة الثقافة والإعلام، وأنهم من جانبهم كوسائل إعلامية يبحثون دائماً عن علاقة وعلاج مع أشقائهم في الحقل التربوي، وحسن النية متوفرة، والرغبة الصادقة من قِبل الإعلام في تفعيل الأفكار الجميلة إلى عمل مستقبلي مثمر في توأمته".

 

وشهد اللقاء مداخلة من مدير التربية والتعليم بمنطقة الرياض، الدكتور إبراهيم المسند، قال فيها: "التربية والإعلام عنصران مهمان لأي مجتمع، والتربية هي الرقي، والإعلام هو الموجّه، ومتى ما توافر إعلام متخصص احترافي، وتربية تبني وتضع لبنات جيدة تحقق الهدف الأسمى".

 

وعاد رئيس تحرير صحيفة الجزيرة خالد المالك في محور حديثه للمربع الأول، عندما قال: "ماذا يريد التربويون من الإعلام؟ طُرح كثيراً وكُتب عنه، ومازال الحديث طرياً ومكرراً ومعاداً من حين لآخر، ومنذ 30 عاماً يطرح هذا التساؤل دون الوصول إلى نتائج أو حسم بين الطرفين، ولابد أن نعيد هذا التساؤل لخدمة التربية، وأقترح أن تتولى أطروحات الندوات التربوية الإعلامية مؤسسة تقوم بالرصد حتى نتوصل إلى حل لتطويق المشكلات".

 

من جانب آخر طالب مدير مكتب التربية والتعليم بقرطبة سهم الدعجاني، صحيفة "سبق"، برفع مستوى سقف الأطروحات التربوية؛ حتى تصل الرسائل لشريحة أكبر من المجتمع، فيما أبدت "سبق" رغبتها في تعزيز الشراكة وتكثيف المواد الإعلامية التربوية التي تخدم المجتمع، وتحقق الهدفين المعرفي والتربوي.

 

مشاهدات 

- عبدالله الدرع قال إنه رصد في وسائل الإعلام المختلفة خلال عام 1432 هـ 4030 خبراً تربوياً إيجابياً، و811 سلبياً.

- الدكتور عبدالرحمن العبداللطيف المشرف العام على شركة رواد الأمراء التعليمية طرح فكرة تبني وسائل الإعلام تدريب الطلاب في مجال الإعلام.

- مدير التربية والتعليم بالرياض أشاد بدور مجموعة قنوات المرقاب وشركة "بن سمار" في الشراكة المجتمعية وخدمة التعليم.

- خالد المالك استعان بمقولة وزير التربية والتعليم السابق محمد الرشيد - رحمه الله - الشهيرة: "لا سبيل أمامنا لتحقيق الرسالة التعليمية إلا بالتعاون مع الإعلام".

- الإعلامي زيد الخمشي قال إن 24 مدرسة على مستوى مدارس الرياض تقيم مراكز إعلامية بداخلها لتدريب طلابها.

- حضر المنتدى عدد كبير من التربويين والأكاديميين بينهم: مساعد مدير عام التربية والتعليم للشؤون التعليمية محمد المرشد.