يا تجَّار جدة.. لن أرشح أحداً منكم!

يا تجَّار جدة.. لن أرشح أحداً منكم!
غمرتني خلال الأيام الماضية – ولا تزال- العديد من الاتصالات والرسائل الهاتفية؛ بسبب حمى الترشيح القائمة بين رجال الأعمال لعضوية غرفة جدة. وما أفرحني أن هذه الدعايات المتوالية جاءت بالتزامن مع أمطار الخير والبركة التي هطلت بغزارة قبل أيام، حتى أني تفاءلت بأن بركة رجال الأعمال ومشاريعهم قد تصل إلى مدينتي الصغيرة، لولا أنني تذكرت أن فرع الغرفة التجارية في الليث، الذي يقع في (غرفة على شارع عام)، لم تبرح مهمته منذ سنوات (تصديق) الأوراق التجارية و(جباية) الأموال فقط.
 
الحقيقة المُرَّة التي يؤمن بها رجال الأعمال في الليث أنهم لم يعودوا يعولوا الكثير على غرفة جدة، ولم يعودوا يرجون شيئاً من أعضائها وعضواتها، ابتداء برئيسها السابق صالح التركي، الذي زار المدينة ولم يقدم غير الوعود، وليس انتهاء برئيسها الحالي صالح كامل، الذي قَدِم في وفد مهيب، لكنه كان أكثر صراحة وجرأة، حين قال: "لن نرمي فلوسنا في البحر ونتركها"، معبراً في نظرة ميكافيلية عن طغيان التجاري على الخدمي في أهداف الغرف التجارية في الوطن.
 
إن أي دور مأمول من مرشحي غرفة جدة، الذين طاردونا بمسوقيهم وخيولهم وأرجلهم، لن يتجاوز ما يصرحون به كل عام من: خدمات جديدة في الغرفة، وظائف للشباب من الجنسين واستثمار تجاري في مرافق المدينة.. وهي أضحت اليوم أحلاماً يتندر عليها الناس، ويسخر منها رجال الأعمال، ولا يصدقونها، بعد أن رشحهم التجار هنا، ثم أداروا ظهورهم للجميع.
 
إنني أعلن هنا نيابة عنهم أننا لن نرشح أحداً كائناً من كان، وأن من أراد صوتي منهم فإنني أقول له وأنا بكامل قواي التجارية إنه مطروح للبيع بالمزاد لمن يدفع أكثر، وهو بالمناسبة – أي صوتي- تتراوح قيمته بين رسوم فتح سجل تجاري ورسوم تصديق معاملة.. يا بلاش!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org