وليس ببعيد عنا ما كان يفعله آباؤنا إلى عهد قريب في موضوع الصرع؛ إذ كانوا يربطونه بمسّ الجن، وإذا بالطب يعلمنا أن سببه خللٌ في النواقل العصبية لكهرباء دماغ الإنسان، وأن استعمال أدوية مؤثرة في هذه النواقل تغنينا عن ربط المصروع بالأصفاد الحديدية، وضربه بأشدّ السياط، وخنقه بقبضة اليدين لإخراج الجانّ الذي سبَّب صرعه، عدا سجنه في ظلام دامس مدة أربعين ليلة، لا يرى فيها بصيص النور، ولا يستأنس بأهله، وربما يقوم بعض المعالجين الشعبيين بما هو أشدّ وأنكى مما أعرفه وذكرته هنا.