دماء طلاب النقل المخالف .. "سبق" حذَّرت و"التعليم" تبرئ نفسها

تسببها قلة عدد المدارس بالقرى وغياب الرقابة على النقل
دماء طلاب النقل المخالف .. "سبق" حذَّرت و"التعليم" تبرئ نفسها
فهد كاملي - سبق - جازان:  شهدت منطقة جازان في الآونة الأخيرة حوادث عدة، راح ضحيتها أطفال أبرياء من طلاب الابتدائية؛ الأمر الذي أثار حفيظة الأهالي، وأعربوا عن استيائهم بسبب تدهور أوضاع النقل المدرسي، وتأخره عن الحضور في موعده؛ ما تسبب في حوادث عدة للطلاب، كان آخرها حادثة أحد عشر طفلاً بين وفاة وإصابة، شهدتها جبال محافظة العيدابي، بعد أن سقطت مركبة تقلهم مخالفة لأنظمة النقل والسلامة من أعلى منحدر لأحد الأودية في المحافظة.
 
 وكانت "سبق" قد نشرت أكثر من عشرة تقارير عن أوضاع النقل بمنطقة جازان مدعمة بصور ترصد خطراً يتربص بالأطفال، محذرة من وقوع الكارثة، في حين أصدرت إدارة التربية والتعليم بياناً صحفياً بتاريخ 9 جمادى الأولى 1435 مخلية مسؤوليتها من وسائل النقل الخطيرة التي يركبها الطلاب.
 
وفي تقارير أخرى رصدت "سبق" مآخذ أخرى على نقل الطلاب في جولات ميدانية، قامت بها في عدد من المحافظات، منها محافظة صبيا وأبو عريش والدائر بني مالك والعيدابي، وتبيَّن تفاوت أوضاع طلاب المدارس في صبيا فيما يتعلق بالنقل المدرسي؛ إذ تأخر النقل عن بعض الطلاب، بينما لا يجد طلاب آخرون وسيلة تقلهم إلى مدارسهم، ويتأخر عدد آخر من الطلاب عن موعد الوصول إلى المنزل بسبب وقوع حوادث.
 
فيما رصدت الجريدة بالصور معاناة الطلاب في محافظة أبو عريش، وتعرض حياتهم للخطر بسبب عدم وجود نقل مدرسي؛ إذ تعرض عدد منهم لأشعة الشمس الحارقة والأتربة، فضلاً عن احتمال سقوط بعضهم من السيارة؛ لأنهم يجلسون عند الباب الخلفي أثناء تحرك السيارة على طريق يتسم بالخطورة.
 
كما التقطت عدسة "سبق" صورة يظهر فيها عدد من الطالبات يجلسن في صندوق سيارة مكشوفة ومتهالكة من نوع "هاي لوكس"، وذلك في طريق عودتهن من مدرستهن على الطريق الدولي الرابط بين أحد المسارحة أبو عريش، بسبب غياب النقل المدرسي المجهز بأحدث اشتراطات السلامة، وأظهرت الصورة أن الطالبات تعرضن لأشعة الشمس الحارقة والأتربة، كما تعرضن لخطر السقوط من السيارة، خاصة أن بعضهن كنّ يجلسن على الباب الخلفي أثناء سير السيارة على هذا الطريق الحيوي والخطر.
 
وأكد عدد من الطلاب في حديثهم مع "سبق" أنهم يضطرون إلى استخدام وسائل نقل ليست مناسبة، وتعرض حياتهم للخطر.
 
ولاحظت "سبق" أن عدداً من طلاب مدرسة مشلحة المتوسطة والثانوية يضطرون إلى ركوب "قلاب" خاص بنقل البلك؛ حتى يتمكنوا من العودة لمنازلهم الواقعة في قرية طناطن، التي تبعد مسافة عشرة كيلومترات على طريق متوسط رملي وعر.
 
ودعا الطلاب إلى ضرورة توفير سيارات نقل مكيّفة ومتخصصة ومجهزة بوسائل السلامة، مشيرين إلى أن الحوادث تتكرر لعدم وجود مدارس كافية في قراهم.
 
فيما أكدت إدارة التربية والتعليم في محافظة صبيا في بيان تلقته "سبق" منذ شهر أن الناقل الذي تم التعاقد معه لنقل الطلاب في قرى مشلحة العام الماضي اعتذر هذا العام لظروفه. وجاء ذلك رداً على شكوى الأهالي التي نشرتها "سبق" حول "معاناة طلاب صبيا مع النقل المدرسي".
 
وقال مدير العلاقات والإعلام بـ"تعليم صبيا" محمد أحمد عطيفة إنه تم التعاقد في العام الماضي مع ناقل للطلاب بقرى مشلحة، وعندما انتهى عقده مع الإدارة اعتذر لظروفه، وتم إشعار الأهالي باعتذار الناقل من أجل أن يتقدم آخر للتعاقد معه، إلا أنه لم يتقدم أحد حتى الآن.
 
وأضاف بأن الإدارة ممثلة في قسم خدمات الطلاب تأمل من أهالي القرى أن يتقدم من تتوافر فيه الشروط للإدارة للتعاقد معه؛ من أجل المحافظة على أرواح أبنائهم.
 
وحول الصور التي تم نشرها لطلاب يستخدمون وسائل نقل خطيرة قال "عطيفة" إن هذه الوسائل شخصية، وتعود لأولياء أمورهم أو لزملائهم، ولا تقع ضمن مسؤولية المدرسة أو الإدارة، رغم التحذيرات المتكررة من قبل مديري المدارس للطلاب وأولياء أمورهم بالحرص على استخدام وسائل نقل آمنة.
 
من جانبه، أعرب عدد من أولياء أمور طلاب مدارس محافظة أبو عريش عن استيائهم بسبب تدهور أوضاع النقل المدرسي، وقال أولياء الأمور: "وسائل النقل تتأخر عن الموعد المتفق عليه، وفي بعض الأحيان لا يجد الطلاب النقل المدرسي، وفي أحيان أخرى لا يكون كافياً لاستيعاب العدد الموجود".
 
ودعا أولياء أمور الطلاب إلى ضرورة توفير سيارات نقل مكيّفة ومتخصصة ومجهزة بوسائل السلامة، مشيرين إلى أن الحوادث المرورية تقع بشكل متكرر في ظل عدم وجود مدارس كافية لاستيعابهم في قراهم. 
 
 
 
 
 
 
 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org