الزوجة ضحية "الرجل"..!

الزوجة ضحية "الرجل"..!
أذكر أن وكالة الصلح والتحكيم بوزارة العدل "أوضحت" أن طلب الحكمين بين الزوجين لا يكون إلا في حال حصول شقاق وخلاف طارئ بينهما، وليس في حال التصدع والتنافر القلبي أو عدم وجود التلاقي العاطفي بسبب البون الشاسع بينهما في السن أو التفكير أو العادات أو خلافها، كما يحصل في حالات الإجبار على الزواج، أو صدمة الزوجة بأحوال الزوج، بما يصعب معها استمرار الزواج إلا بالمزيد من التعقيد، وحينها تتقدم الزوجة بدعوى طلب الطلاق، لا بسبب شقاق طارئ، بل لأسباب تتعلق بسلوكه أو عاداته غير المُرضية أو بغضه أو إساءته في التعامل معها على خلفية تتعلق بسلوكه، فهذا لا يعبر عن شقاق عارض نتج منه خلاف يتطلب بعث حكمَيْن.
 
هناك أساسيات في الزواج، أقر بها الدين، وتعارف عليها الناس. فنحن أمام شقين من التعاملات، أولهما ما أقر به الدين الإسلامي الحنيف وما جاءت به الشريعة وتوجيهات رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم -، وقبلهما القرآن الكريم الذي وضع أسس الزواج وتعاليم الطلاق وطرقه وكيفيته، وحث على استمرار الزواج إلا في حالات يصعب معها استمرار الحياة الزوجية بين الطرفين (إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان). ومن هذه التوجيهات الشرعية:
 
ـ المهر، وهو الحق المالي الذي يجب أن يدفعه الزوج لزوجته بالعقد. 
 
ـ النفقة، وهي كل ما ينفقه الرجل على زوجته وأولاده وأقاربه وخدمه من طعام وكسوة ومسكن.
 
ـ عدم الإضرار: من حق الزوجة على زوجها عدم الإضرار بها، لا بالقول ولا بالفعل ولا بالخلق.
 
ـ لها الحق في زيارة أقاربها وعيادة مرضاهم وتشييع جنائزهم، وينبغي للزوج أن يأذن لها، وليس له الحق بمنعها من الخروج للقيام بفعل الواجب عليها.
 
ـ الطلاق: الزوجة لها الحق في طلب التطليق إذا امتنع زوجها عن الإنفاق عليها في حال ثبت أن الزوج لديه المال الكافي للإنفاق عليها ولم يفعل؛ فالنفقة هي حق من حقوق الزوجة المادية الواجبة على الزوج، وتستحق هذه النفقة من تاريخ إجراء عقد الزواج، وتكون بحسب حالة الزوج المادية. وتفرض النفقة للزوجة على زوجها، وتشمل المأكل والملبس والمسكن، وتعطَى بصورة شهرية. وتعتبر النفقة على الزوج واجبة، ولا تسقط إلا بالإبراء من الزوجة.
 
ـ إذاً، الزواج وطرقه ونظامه عرفت منذ الأزل، ولها قوانين، فكيف بنا في هذا الزمن؟ هل تغيرت هذه القوانين أم أن التطبيق من قِبل الغالبية هو الذي تغير، وأصبح الحق كل الحق لهذا "الرجل"، وبيده كل شيء، وحُرمت المرأة من أبسط حقوقها، بل من إنسانيتها في العديد من المواقف، وأضحى البعض - مع الأسف - يستغل هذا التساهل وهذه الثغرات، ويتلاعب بحقوق المرأة، ويضرب بحقوق الإنسانية عرض الحائط.
 
ـ هل أصبحنا في زمن الجحود والتعسف؟
 
ـ هل أصبح الرجل سيد المواقف والحاكم والمحكوم والقاضي الدائن والمدين؟
 
ـ هل أصبح المدعي والمدعى عليه هو من يطالب بحقوق المرأة وهو من يهضمها ويتجاهلها؟

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org