لم يمت عبدالله بن عبدالعزيز

لم يمت عبدالله بن عبدالعزيز
فُجع العالم بأسره في صبيحة يوم الجمعة الثالث من ربيع الآخر برحيل ملك ملأ القلوب حُباً، في مسيرة عطاء امتدت تسعين عاماً؛ فقد أعطى - يرحمه الله - طوال سنوات عمره بكل أمانة وصدق وإخلاص. وعباد الله شهود الله في الأرض.
 
والمبادئ والقيم التي عُرفت عن فقيد الأمة شواهد على نقاء معدنه، وإن ظهرت بساطة الأقوال وعفويتها إلا أن المعاني العميقة والدلالات السامية لمن أعطاه الله الحكمة والبصيرة كانت سمة من سمات الفقيد الراحل.
 
لم يمت عبد الله بن عبد العزيز؛ فأفعاله البيضاء شواهد، ومسيرته الحافلة وبصماته في شتى مناحي حياتنا أكبر من أن تنسى. لقد بث في أرواحنا أجمل المعاني؛ فعرفناه رجل البر والإحسان والوفاء والشيم والقيم والعدل ومكارم الأخلاق.
 
عرفناه قريباً من الجميع، لا يفرق بين أمير أو وزير أو غفير.. عرفناه صادقاً أميناً شجاعاً، لم يزايد ويقامر بوطنه، وابتعد به عن الصراعات الفوضوية، وأعطى جل وقته للبناء والنماء، وبنى الأسس لدولة عصرية، تشارك العالم بفاعلية منطلقة من مبادئ مستمدة من كتاب الله وسُنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -. رحل عن هذه الدنيا عبد الله بن عبد العزيز، لكن منجزاته وتاريخه المشرف حاضر في كل الأشياء الجميلة التي حولنا.
 
لكننا وإن بلغ منا ألم الفقد مبلغاً إلا أننا بفضل من الله في دولة إذا مات فيها سيد قام سيد.. وعزاؤنا في خلفه البار سلمان الخير، سلمان البر، سلمان الفكر، الذي تسابق الجميع إلى مبايعته؛ لما له من تاريخ مشهود وحافل بالمنجزات في جميع المناصب التي تقلدها - يحفظه الله -.
إن الحكمة والنظرة المتبصرة والمسؤولية التي أخذتها الأسرة الحاكمة على عاتقها في رعاية مصالح البلاد والعباد على هذه الأرض المباركة، والتي تظهر فضائلها وكريم شمائلها عند كل نائبة يقضي بها الله - عز وجل -، لهي من النِّعم العظام التي حبا بها هذه البلاد وأهلها، خاصة إذا ما قارناها بما يحدث في محيطنا في بعض الدول العربية والإسلامية - أصلح الله حالهم من شتات في الأمر -؛ فلم يشغلها مصابها الجلل عن رعاية مصالح الدولة؛ فاستقبلت قضاء الله وقدره بالحمد والصبر، واختارت لنا من سيكون - بإذن الله - الأمين علينا وعلى وطننا وتاريخنا وحاضرنا ومستقبلنا.
 
فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.
 
اللهم فاشهد أني بايعت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده وولي ولي عهده بيعة أبتغي بها رضاك في المنشط والمكره. اللهم إني أسالك لهم العون والتوفيق والسداد، وأن تجزيهم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.. وأحسِن عزاءنا، واجبر مصابنا، وارحم ميتنا، وأبقِ هذه البلاد وأهلها منارة قيم للعالم أجمع. 

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org